dimanche 26 décembre 2010

سفيان رجب يكتب لجريدة "الصباح" مباشرة من المكناسي: هدوء بعد حريق القطار.. وأسف للاعتداء على الممتلكات العامة


مباشرة من المكناسي


هدوء بعد حريق القطار.. وأسف للاعتداء على الممتلكات العامة

من مدينة سيدي بوزيد الى المكناسي 60 كلم من الطريق..كانت عادية الى حدود مدخل المدينة الثانية.. هناك اعترضتنا آثار حريق على السكة الحديدية..كانت الآثار لعربة قطار الركاب التي تم احراقها قبل يوم واحد..ووسط المدينة كان الأمن مسيطرا على الوضع ولا وجود لملامح أعمال عنف جديدة.

التقينا ببعض شباب المكناسي الذي عبر عن أسفه عما آلت إليه الاوضاع وخاصة بالنسبة للخسائر التي مست بعض الاملاك العمومية.. واصلنا طريقنا نحو منزل بوزيان وعلى بعد كيلومترين فقط من المدينة -التي شهدت قبل ساعة دفن الشاب الذي توفي اول امس أثناء المصادمات..ومرت مراسم الدفن في هدوء تام- فوجئنا بالطريق مغلقة بالطوب فعدنا أدراجنا للمكناسي.

اللامبالاة هي السبب

لقاءاتنا مع شباب المكناسي ذكر خلالها السيد عادل غابري "محام" ان من حق كل مواطن التعبير عن رأيه وتبليغ رسالته للانصات الى مشاغله لكن كان يجب أن يكون هذا التصرف بسلوك حضاري بعيدا عن الاعتداء على الممتلكات العامة.وما لا يعلمه البعض ان معتمدية المكناسي تعاني اليوم من نسبة بطالة مرتفعة مقارنة ببقية معتمديات الولاية.وشدد على انه كان يمكن ايجاد حلول لهذه المشاكل منذ سنوات لو سعت بعض الاطراف المسؤولة بالجهة الى الانصات جيدا الى مشاغل الشباب.بل ان المؤلم هو سياسة اللامبالاة التي يتبعها بعض المسؤولين الجهويين وفي مختلف المجالات مما أفضى الى الاحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة. مؤكدا ان ابناء المنطقة يقفون دائما عند مفارقة كون ان هذه المعتمدية قدمت عددا كبيرا من الشهداء لكنها لا تزال تعاني كثيرا من والبطالة.

من جهته افاد السيد فيصل مشي "حلاق" ان الأجواء بالمكناسي بدت هادئة مساء أمس وقد تحسن الوضع نسبيا مقارنة بيوم الجمعة الماضي على حد وصفه. ولئن أوضح ان هدف المحتجين هو تبليغ مطالبهم الى الاطراف المسؤولة فانه شدد على انه كان ينبغي الابتعاد عن كل التصرفات اللامسؤولة التي تمس بالممتلكات العامة.واضاف ان الاحداث اندلعت بسبب محدوديةالتنمية بالجهة وانتشار البطالة وهو ما يقتضي من السلط المحلية والجهوية ايجاد حلول جذرية لمختلف المشاكل التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات.

ضرورة التحلي بالمسؤولية

ولم يخف ماهر غابري "فلاح" ضرورة السعي الى الابتعاد عن اجواء الاحتقان والعمل على التهدئة.وذهب الى التأكيد على ان تجاهل المطالب الحقيقية للمواطنين بالجهة هي التي افرزت هذا الوضع المتردي وقال "لا أحد يريد تواصل هذه المظاهر السلبية". وأضاف قائلا انه آن الاوان للانصات الى مشاغل الشباب والاخذ بيده باعتبار ان سياسة الابواب الموصدة افضت الى هذا الوضع المؤسف الذي لا يعجب في حقيقة الامر أي مواطن مسؤول. وكشف زميله فوزي قاسمي "عاطل عن العمل" ان ما حصل من أحداث ليس نتيجة سوء تصرف اليوم أو الامس القريب وانما هو افراز منطقي لتراكمات شتى. واضاف "لقد عاينتم الاوضاع هنا واطلعتم على الواقع الصعب ومن يقوم بجولة صغيرة داخل المدينة سيكتشف الحالة السيئة للبنية التحتية. ورغم كل ذلك فان غاية الجميع تجاوز هذه الفترة الحساسة حتى تستعيد المنطقة هدوءها للنظر بعد ذلك في مطالب متساكني الجهة".

سفيان رجب


المصدر: جريدة "الصباح" الصادرة يوم الأحد 26 ديسمبر 2010