mardi 6 décembre 2011

زياد الهاني للوقائع: النهضة نجحت في تقديم خطاب وسطي



زياد الهاني لـ << الوقائع >> :

<< النّهضة نجحت في تقديم خطاب وسطي !>>

· مزبلة التاريخ تنتظر أعضاء المجلس الوطني التأسيسي إذا خيبوا رجاء الشعب فيهم

· في الوقت الذي تفاعل فيه الكثيرون إيجابيا مع الخطاب الأخير للرئيس السابق، كنت من ضمن القلة القليلة التي عارضته من داخل تونس ودعت إلى مواصلة الثورة..

· تعرضت للاعتداء بالعنف بسبب كتابتي ضد الفساد .. ورفعت قضية ضد المدير العام الأسبق للأمن الوطني وهو في السلطة بعد تعرضي للتهديد بالقتل بسبب إصراري على تنظيم مظاهرة قانونية يوم 3 ماي 2010 للمطالبة بحرية الإعلام.

تونس – الوقائع : التقاه هيثم البرهومي

يمثل الصحفي زياد الهاني وجها بارزا من وجوه المجتمع المدني، تميّز بمواقفه الجريئة في عهد بن علي وقد ناله الشتم والاقصاء والتهميش. وها هي نفس الأساليب تمارس عليه اليوم من طرف أفراد يدعون الثورية.

<< الوقائع >> التقته وكان لنا معه هذا الحوار الذي نخصّ به قراء جريدتنا دون سواهم:

ماهو تعليقك على القائمة السوداء للصحفيين التونسيين؟

القائمة السوداء التي تم ترويجها مؤخرا مفتعلة. فقد قام مصدر مجهول في البداية بإرسالها في إلى الزميل لطفي الحجي مدير مكتب قناة الجزيرة بتونس مذيلة بإمضاء لجنة الصحفيين الشبان بالنقابة. هذه اللجنة أصدرت بيانا أعلنت فيه تبرؤها من القائمة المنسوبة إليها خاصة وأنه سبق لها اتخاذ موقف مناهض لمبدإ إصدار قائمة سوداء. فكيف تناقض نفسها وتتولى إصدار مثل هذه القائمة المشبوهة!؟ ثم إرسال هذه القائمة المفتعلة من قبل مصدر مجهول يكفي وحده للدلالة على طابعها الكيدي والمفتعل. فقد تم حشر أسماء عدد من الزملاء المحترمين والمشهود لهم بالنضال في هذه القائمة وإغفال ذكر أسماء عدد ممن أجرموا في حق الإعلام، وهو وحده كاف للإلقاء بها في سلة المهملات.

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين شكلت لجنة في صلبها لتحديد المعايير التي سيتم بمقتضاها إعداد القائمة السوداء التي أوصى بها المؤتمر الأخير للنقابة. هذه اللجنة تعمل ونحن كمكتب تنفيذي ننتظر منها موافاتنا بتصوراتها في أقرب وقت ممكن. وفي كل الحالات سنعتمد أساسا على الوثائق التي يمكن أن يوفرها لنا القضاء ولجنة تقصي الفساد ووزارة الداخلية حتى نتجنب أي ظلم أو سقوط في تصفية حسابات. وهناك نقاش جار في ما بيننا حول مدى وجاهة نشر هذه القائمة بعد الانتهاء من إعدادها. وعندما ننتهي من أعمالنا سنعلم الرأي العام بالنتائج التي توصلنا إليها بكل شفافية.

وقد لاحظنا منذ بداية الحديث عن تطبيق قرار المؤتمر بخصوص هذه القائمة حصول محاولات لزرع الفتنة بين أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة من خلال استغلال بعض المشاكل الموجودة في صلبه. فقد كثرت التهجمات المتضادة على أعضاء المكتب بأسماء مستعارة جعلت كل طرف يشعر أن الطرف المقابل يقف وراءها. لكننا لم نسقط في الفخ وإن كنا نتوقع تصاعد الهجمة التي تستهدفنا في ما يشبه رقصة الديك المذبوح!!

نالك القدح والشتم في عهد بن علي واليوم نطالع ان هناك من يسعى الى النيل منك

مواقفي وكتاباتي ضد الفساد والاستبداد قبل 14 جانفي 2011 معروفة وموثقة. ويمكن لكل من يشاء الاطلاع عليها مراجعة مدونتي "صحفي تونسي" (http://journaliste-tunisien-110.blogspot.com) التي تعرضت للحجب مئة وعشر مرات من تاريخ بعثها في أفريل 2008 إلى غاية مساء يوم 13 جانفي 2011.

وقد كلفتني كتاباتي التعرض للاعتداء بالعنف وهو ما حصل معي يوم 15أكتوبر 2009 في قرطاج بعد توزيعي لكتاب "الوصية على عرش قرطاج" (La régente de Carthage) الذي يتحدث عن فساد ليلى بن علي وعائلتها ومن خلالهم فساد نظام الحكم. وقد رفعت قضية للغرض مازال مآلها معلقا. كما رفعت قضية ضد المدير العام الأسبق للأمن عادل التيويري بعد تعرضي للتهديد بالقتل بسبب إصراري على تنظيم مظاهرة قانونية يوم 3 ماي 2010 للمطالبة بحرية الإعلام. لم أفعل ذلك بعد 14 جانفي ولكن أقدمت عليه والرجل مازال في الحكم. أما وقد تم اعتقاله فلم أشأ إثارة الدعوى ضده مجددا لأنني لا أحارب خصما سقط أو جثم على ركبتيه. فللانتصار شيمه ونبله. الوحيد الذي اشتكيته للقضاء هو صاحب خرقة صحفية صفراء زرقاء اللون من مناضلي الصدفة وأدعياء العمل الصحفي الحر وهو منه براء وقد رفضنا في أكثر من مناسبة تمكينه من الانخراط في منظمتنا النقابية لضحالة مستواه التعليمي. علما بأنه اختفي قبل أشهر عديدة من 14 جانفي 2011 وغاب بشكل كامل عن الساحة قبل أن يعاود الظهور بعد أن تأكد الجميع من ذهاب رآس النظام السابق دون رجعة. وسيكون عليه أن يجيب القضاء على ما رماني به من افتراء وسوء ويتحمل مسؤوليته في ذلك.

ويكفيني شرفا أنه في الوقت الذي تفاعل فيه الكثيرون من أهل النخبة والرأي في مختلف المجالات في بلادنا إيجابيا مع الخطاب الأخير للرئيس السابق، كنت من ضمن القلة القليلة التي عارضته من داخل تونس ودعت إلى مواصلة الثورة. وكتبت في ذلك تدوينة بعنوان "ثورة الياسمين" يوم الثالث عشر من جانفي دعوت فيها الشباب الثائر الذي أشبه بالياسمين في نبله وصفائه وهشاشته، إلى عدم الالتفات للوعود الزائفة ومواصلة الحركة الاحتجاجية التي رسمت معالم صيرورتها مواكب الشهداء الأكرم منا جميعا. هذا كله مكتوب وموثق كما قلت من قبل، لذلك لا تهزني الإساءات والأراجيف التي نلت من كيلها قبل 14 جانفي في جريدة الحدث وكل الناس وحتى الحرية الناطقة بلسان حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل فضلا عن نشرة بالمكشوف التي كان يصدرها البوليس السياسي.

راجعوا صفحتي الشخصية على الموقع الاجتماعي فاسبوك لتقفوا على حجم الدور الذي قمت به في تعرية الجرائم المرتكبة وكشفها للعالم. لقد كنت أول من توجه من أهل المهنة بنداء للصحفيين قصد الاجتماع يوم 29 ديسمبر في مقر النقابة لاتخاذ موقف مساند للهبّة الشعبية من أجل الحرية والكرامة والتنمية العادلة. وتوليت بنفسي من أعلى شرفة النقابة المحاصرة بجحافل البوليس يوم 11 جانفي تلاوة بيان الاضراب العام الذي قررناه تضامنا مع شعبنا ودفاعا عن حرية الصحافة. ويوم 14 جانفي كنت مع عديد الزملاء في الصفوف الأولى أمام مقر وزارة الداخلية نهتف بحرية الصحافة ورحيل المستبد. كانوا شبابا في أغلبهم وأذكر منهم وسام المختار وأيمن الزمالي ووليد الفرشيشي وسيدة الهمامي وعبد الرؤوف بالي وبشرى السلامي وغيرهم من شباب المهنة الذي لم تمنعهم هشاشة الوضع الذي كانوا يعملون فيه من الانتصار لشعبهم.، في حين اختفى العديد ممن كنا نتعامل معهم بصفتهم رموزا!؟

كانت لحظة فارقة تغلبنا فيها على خوفنا وهو شعور انساني طبيعي، وعملنا فيها على إنجاح الثورة وكلنا عزم على تعزيز مواكب الشهداء وتعبيد طريق الحرية بدمائنا. طبعا حديثنا اليوم سهل، لكن علينا أن نضع أنفسنا في سياق تلك اللحظة التي كان الحاكم فيها مستعدا لذبح شعبه من أجل الحفاظ على كرسي حكمه وكان تحديه بمثابة العمل الانتحاري خاصة وأن دماء الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات القمع لم يجف بعد. وأستثمر هذه المناسبة للتوجه بتحية مودة وتقدير بشكل خاص للسيد سامي الطاهري كاتب عام نقابة التعليم الثانوي ورفاقه الذين وإن لم نعد نراهم اليوم في مقدمة الساحة التي ملأها الأدعياء، فقد لعبوا دورا حاسما في إنجاح المسار الثوري. وكنت معه في كل التجمعات التي دعا إليها في بطحاء محمد علي للاتحاد العام التونسي للشغل واعتبرت نفسي رغم انتمائي لقطاع آخر جنديا من جنوده.

البعض سعى للإساءة لي من خلال استغلال وثيقة لويكيليكس تحدث فيها السفير الأمريكي السابق عني مع عدد من رموز العمل الصحفي والمجتمع المدني في بلادنا مثل الزميلين كمال بن يونس وزياد كريشان والدكتور عبد الجليل التميمي والدكتور حمادي الرديسي باعتبارنا ممن يرفضون التطرف ويقاومونه مع إشارته إلى حملة التشويه التي طالتني لموقفي المساند لمسابقة أجراها معهد بيريز للأطفال لتصوير حمامة السلام. وقد أوضحت لدعاة المقاطعة العاطفية وقتها بأن المصلحة تقتضي منا الحضور في التجمع الدولي الكبير وتصوير حمامة السلام جريحة بطلق النار الإسرائيلي عوض الغياب وفسح المجال لقلب الحقائق وتصويرنا كمعتدين فيما يتحول المعتدي إلى ضحية بحكم انغلاقنا وعجزنا عن إدارة المعركة سياسيا وإعلاميا!! ولهؤلاء "الثورجية" أقول بأني لا أقبل المزايدة على مواقفي في القضايا القومية ويكفيني فخرا تقدمي عن طريق السيد حكم بلعاوي الممثل السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس للتطوع للقتال في صفوف حركة فتح ضد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في صائفة 1982 وكان والدي الأستاذ عبد الرحمان الهاني هو الذي حملني إليه نزولا عند طلبي ليقدمني هدية منه للثورة الفلسطينية. ثم كان انضمامي لجبهة التحرير العربية سنة 1984 ومساهمتي مع عدد من الزملاء الشجعان مثل فوزي الخوجة وتوفيق زغوف وعماد بلوزة وشهاب يعقوب الذي ترشح أخيرا لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي عن حركة البعث في دائرة سوسة وغيرهم شباب تونس البواسل في حملة البردي للدفاع عن مدينة البصرة عام 1985. وقد عززت ذلك بالخدمة في جيشنا الوطني الذي أحمل فيه رتبة ضابط في سلاح المشاة الآلية.

وفي ذلك كله أبقى متمثلا قوله تعالى: «وإذا سمعوا اللّغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلام عليكم لا تبنغي الجاهلين» صدق اللّه العظيم.

كيف تلقيت نبأ فوز النهضة على مختلف القوى اليسارية؟

هذا الفوز كان متوقعا ومستحقا. فشتان بين من كانوا يتقاتلون للحصول على مواقع الزعامة الوهمية ومن كانوا يتعاملون بروح التواضع والأثرة. أضرب في ذلك مثل الدكتور زياد الدولاتلي الذي يحظى باحترام وتقدير كبيرين في دائرتي بالضاحية الشمالية والرجل من قادة حركة النهضة التاريخيين وقضى بالسجن حوالي 17 سنة. لكن ذلك لم يمنعه من تقديم السيدة سعاد عبد الرحيم على نفسه في رئاسة القائمة لأن في ذلك مصلحة لحزبه. القوميون خسروا مقاعد مؤكدة لتشتتهم.. وعن اليسار فحدث ولا حرج!! كنت أتمثل بعضهم في تطاوسه في قول الشاعر الأندلسي أبي البقاء الرندي: كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد!؟

والمؤسف أننا لم نشهد لحد هذه اللحظة التي أرد فيها على أسئلتكم تقييما نقديا لما حصل وتحملا لتبعات السياسات المنتهجة باستثناء ما أقدم عليه حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي كانت له الشجاعة للإعلان عن حلّ مكتبه السياسي بعد فشله في الانتخابات. وطبعا سيستغل البعض الآخر الفتات الذي طالوه لتبرير بقائهم في مواقع القرار خلافا لما نتنظره الساحة من بروز قيادات جديدة تضخ دماء جديدة في ساحة العمل السياسي البالية والمتكلسة.

لكن رب ضارة نافعة. فقد أظهرت انتخابات المجلس الوطني التأسيسي رغم ما علق بها من شوآئب لا يمكنها بأية حال أن تؤثر على طبيعة نتائجها، حجم كل طرف. ومازال بالإمكان تدارك الإخلالات الحاصلة من خلال الإعداد الجيد للانتخابات المقبلة التي ستكون مصيرية وحاسمة. وفي هذا السياق على حزبي المؤتمر والتكتل أن لا يغترا بالنتائج التي حققاها فهي لا تعكس امتدادا شعبيا لهما بقدر ما هي تصويت لشخصيتي منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر كرمزين للقطيعة مع الماضي في لحظة حيرة.

كان من المفروض ان تنتصر قوى الوسط على قوى اليمين واليسار بحكم وسطية التونسي وكرهه للتطرف كيف تنظر الى المسألة؟

أين هي هذه القوى!؟ هناك حركة النهضة التي تمثل القوة الضاربة في الجناح الإسلامي مقابل تيارات أخرى تشتت أجنحتها وما بينها من التنافس والعداء يجعلها عاجزة عن الإقناع والمنافسة.

فللتونسي من الذكاء الفطري والوعي ما يجعله يرفض الاصطفاف وراء الضعفاء. علينا أن نقرأ جيدا نتائج الانتخابات. أنظروا الفارق الشاسع بين ما حققته قائمات النهضة وما حصلت عليه من أصوات وبين ما حصل عليه أقرب منافسيها!؟

في أحيان كثيرة شعر التونسيون نتيجة الانفلاتات المتكررة بالخوف على أمنهم وعلى دولتهم. وقد نجحت النهضة في تقديم خطاب وسطي دفع شرائح عديدة من التونسيين للالتفاف حولها. فضلا عن أن ما توسمه التونسيون في نظافة أيدي القائمين عليها جعلهم يرون فيها الضامن لعدم عودة الفساد الذي عانوا منه طويلا . ثم علينا أن لا ننسى أن التونسي لا يقبل المساس بمقدساته بقطع النظر عن مدى تدينه والنهضة بالنسبة إليه ضمانة للدفاع عن هذه المقدسات وكذلك حاجز ضد تطرف الجماعات السلفية التي أصبحت تهدد استقرار المجتمع وأمنه.

ماهو وضع النقابة الوطنية للصحفيين؟

نتتظرها تحديات كثيرة وهي القلعة المحمول عليها الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ومن خلالها مجمل الحريات العامة. سفينتها تشق بحرا متلاطمة أمواجه الغرق فيه أقرب للنجاة!

لقد أضعنا فرصة تاريخية سنحت لنا لبعث اتحاد الصحفيين التونسيين أسوة بما حصل مع كيانات مهنية نوعية أخرى. أرجو أن نكون قادرين على تصحيح المسار وتقوية هياكلنا وتدارك ما فاتنا.

وأشدد هنا على ضرورة الوحدة والتصدي لكل محاولات شق القطاع وتقسيمه.

كيف تقيم واقع الاعلام اليوم؟

واقعنا الإعلامي تشقه تجاذبات عديدة بين محاولات التغيير وثقافة الشد إلى الوراء. بعد 14 جانفي كسبنا مساحات واسعة للحرية لم نستغلها على الشكل الأمثل بسبب نقص الخبرة أساسا وهو ما حاولنا تداركه في نقابة الصحفيين من خلال تكثيف الدورات التدريبية. ثم علينا أن لا ننسى أن قدرة الصحفي على التأثير في الخط التحريري للوسيلة الإعلامية التي يعمل فيها ما زال ضعيفا، وحتى هيئات التحرير الموجودة فأغلبها شكلي. لاحظنا مؤخرا موجة من التلون لم نشهد لها من قبل مثيلا فكتّاب الإشادة بالسابع من نوفمبر وإنجازاته أصبحوا في طليعة المدافعين عن حركة النهضة وخياراتها. ولو أفرزت الانتخابات نتائج مختلفة لمالوا مع الريح حيث مالت. أحد هؤلاء وهو ممن أطنبوا عبر ملاحق السابع من نوفمبر والصفحات القطاعية حول مدرسة الغد ومجتمع المعلومات في التبشير بحكمة القائد الأوحد والجبهذ، أصبحوا اليوم ينبرون للتصدي لكل من يتجرأ على نقد حركة النهض والتشكيك في خياراتها والتهجم عليهم متسائلا: من أنتم!؟ وهذه الفئة في تقديري خطر متربص بمنظومتنا الإعلامية الباحثة على التحرر والمهنية.

وأعتقد في هذا السياق أن الإعلام العمومي يلعب دورا محوريا في تحصين الممارسة الإعلامية ومنع العودة بها لخدمة الاستبداد. فالسلطة أي كان لونها جنوح للاستبداد والإعلام الحر ضمانة لمنع انحرافها.

لذلك من المهم العمل على بعث هيكل تعددي مستقل، والتعددية هنا ليست بالمعنى الحزبي السياسي بل التمثيلي وإلّا تحولت إلى محاصصة بين المتنفذين، يتكفل بالإشراف على قطاع الإعلام العمومي مراقبة وتسييرا حتى يلعب دوره كمرفق عمومي ونحن نعيش اليوم مخاض التحول من الإعلام الحكومي إلى الإعلام العمومي. وهو مخاض عسير يتطلب الإحاطة علىالنقابة الوطنية للصحفيين أن تلعب فيه دورا مركزيا من خلال احتضان أعمال التفكير في بعث هذا الهيكل الذي نريده مجلسا حقيقيا للصحافة يحقق للتونسين ما يصبون إليه وينتظرونه من إعلامهم.

يوم 17 جانفي بادرت إلى دعوة كافة العاملين في مؤسسة لابريس - الصحافة التي أعمل بصفة رئيس تحرير دون مسؤولية، لاجتماع عام في قاعة التحرير بجريدة لابريس بالطابق الرابع لتدارس الوضع واتخاذ ما يلزم من قرارات نقوم من خلالها بتحقيق استحقاقات الثورة في مؤسستنا. وقد اتصلت بالرئيس المدير العام للمؤسسة وقتها السيد منصور مهني ودعوته إلى البقاء في منزله لحين الاتصال به لإعلامه بقرارات اجتماعنا وهو ما حصل بالفعل. وقد قررنا في هذا الاجتماع الفصل بين إدارة التحرير التي أصبحت بيد الصحفيين يمارسونها بواسطة هيئة تحرير منتخبة وبين التسيير المالي والإداري للمؤسسة. وانتخبنا تبعا لذلك هيئتي تحرير لجريدتي لابريس ثم الصحافة والتزم السيد منصور مهني بقرارنا إلى حين تعويضه بالزميل احميده بنرمضان الرئيس المدير العام الحالي الذي يتقاعد قريبا. وقد طلبت مساعدته لإقرار تقليد جديد يتولى صحفيو جريدة الصحافة بموجبه انتخاب مدير جريدتهم وهو الموقع الذي شغلته بالنيابة مدة شهرين تم خلال أيامهما الأولىانتخاب هيئة تحرير الجريدة. لكنه للأسف رفض ذلك استنادا لرفض الوزارة الأولى حسب ما بلغنا في حينه؟ ولم تكن خيبة الأمل هذه في الرجل الذي توسمنا فيه خيرا كثيرا هي الأولى إذ يبدو أن للكرسي أحكامه!؟ ثم تعيين مدير جديد لجريدة الصحافة دون أن يقع الالتفات لصحفيي الجريدة واستشارتهم. أي أننا عدنا إلى نقطة الانطلاق الأولى وكأن شيئا لم يكن. خاصة وأنه سبق اتخاذ قرار بوقف صدور جريدتنا، تمكنا بفضل تلاحمنا وإصرارنا كصحفيين وتقنيين من إسقاطه. وحظينا في معركتنا بدعم كبير من مختلف فعاليات المجتمع المدني والسياسي ومعتصمي القصبات الثلاث الذين أبوا إلاّ أن يعبّروا عن تمسكهم بجريدة الصحافة باعتبارها جريدتهم وجريدة الشعب.

لذلك ننتظر من المجلس التأسيسي إصدار قانون ببعث المجلس التعددي المستقل للصحافة الذي يحمي استقلالية مؤسسات الإعلامي وحيادها. وكذلك عدم المس من حقوق الصحفيين التي تضمنها المرسوم المصادق عليه من حكومة السيد الباجي قائد السبسي بإصدار مجلة الصحافة.

ماهي رسالتك كإعلامي الى اعضاء المجلس التأسيسي؟

مزبلة التاريخ تنتظركم إذا خيبتم رجاء الشعب فيكم.

lundi 14 novembre 2011

برهوميّات (1) : برهوم الصغير


برهوميّات (1


برهوم الصغير


بقلم زياد الهاني



صديقي ابراهيم الصغيّر الخليفي أو برهوم الصغيّر كما يحلو للمقربين منه تسميته، صحفي قدير وفارس كلمة لا يشق له غبار..

صحيح أنه لا يمكنني تذكّر زميلي برهوم الصغير بمقال متميز يحفظ ذكره. والعتب كله على ذاكرتي وليس على قلم حبره الجاف. لكن لا يمكنني أن أنسى تدخلات برهوم الصغير الدقيقة لإصلاح تاء مربوطة تم فتحها أو ظاد تشال نسي أحد الزملاء عصاها!! أو تمايله مع مسطرته الطويلة وتفننه في إعداد صفحة الجهات التي كان مسؤولا عنها لما تحفل به من أخبار أنشطة السادة الولاة والمسؤولين الجهويين المنوهين أبدا بعبقرية صانع التغيير وأياديه البيضاء على التنمية الجهوية ورعايته الموصولة لأبنائه في المناطق القصية. والتي أوقفها تلقائيا بعد 14 جانفي 2011 تضامنا منه مع الثورة التي انطلقت من الجهات المحرومة التي تغنى برهومنا طويلا بجنّاتها وعذوبة الحياة فيها وليس عذابها مثلما ردده "المناوئون"!!

برهوم الصغير صاحب مواقف ثورية ووقفات مشهودة للدفاع عن حرية الصحافة وعن استقلالية الإعلام العمومي ودوره كمرفق عمومي. صحيح أننا لم نره في أيّ وقفة من وقفات العز والنضال باستثناء مشاركته معنا في حمل الشارة الحمراء يوم 30 جوان 2010 خلال وقفة احتجاجية لم يتخلف فيها أحد، لكن ذلك لا يعني أن الرجل لم يكن معنا بقلبه، وذلك أضعف الإيمان!! وهو صريح لا يخشى في الحق لومة لائم، ويقدّر الأمور حق قدرها!! وهو مع الإدارة ظالمة كانت أو مظلومة!! فإذا كانت مظلومة فهو نصير كل مظلوم، وتلك من شيم الرجولة. وإذا كانت ظالمة فهو في صفها رؤوف بها خشية عليها من ظلمها وحماية لناموسها حتى لا تفسد المؤسسة!! وهو ضد الفوضى حتى وإن كانت تحررية، ومع الانضباط حتى وإن كان مهينا!! وذلك هو السبب المرجح على ما يبدو لتعيينه على رأس الجريدة ليقودها على الطريق الصحيح!! فللثورة دراويشها وللمسؤوليات الإعلامية رجالها!؟

صديقي برهوم الصغير رجل ثبات على المواقف والحق يقال.. فعندما طرحنا ضرورة انتخاب المدير رئيس تحرير جريدة "الصحافة" من قبل مجلس تحريرها حتى يكون سندا له ومعبّرا عن الإرادة المهنية الموضوعية والمحايدة، أبى واستعصى حتى لا تعمّ الفوضى ويستبد بسلطة الحكومة المقدسة من هبّ ودبّ!! لذلك سارع بقبول تعيينه في الموقع دون أن يستشير زملاءه أو يعلمهم!! وأي داع للتحادث معهم والحال أنه لا يعترف بأي درو لهم في القرار داخل المؤسسة الإعلامية!؟ وإحقاقا للحق لم يزغ برهوم عن هذا التوجه حيث أوقف اجتماعات مجلس التحرير المنتخب حتى لا يثقل على أعضائه، ولم يبادر إلى الدعوة إلى تجديده حتى تتوضح الرؤية ربما!؟

وهو يرى نفسه منقذا في موقع إدارة الجريدة التي لم يمانع في وقف صدورها اليومي وتحويلها إلى أسبوعية، بل هو صاحب تضحية في ذلك!! فقد ضحى الرجل بالوقت الثمين الذي كان يصرفه في ضيعته الفلاحية لينفقه على الجريدة. وهو لا يريد من وراء ذلك جزاء ولا شكورا إلاّ ما رحم ربك وهو علاّم بذات الصدور!!

شخصيا لم أر للطف برهوم الصغير مثيلا!! فالرجل لا يتجرأ على توقيع أية وثيقة إدارية قبل أن يوقّع الرئيس المدير العام عليها، رغم كون التسلسل الإداري يفرض عكس ذلك!؟ فحتى لو تقدمنا له بطلب يستوجب متابعة حازمة منه لتحقيقه، لا يمكنه إتيان ما يمكن أن يحسب منه تطاولا على صاحب السيادة والقرار الأعلى منه مرتبة وظيفية. لذلك يحيل الطلب بكل لطف على كاتبة الرئيس المدير العام للنظر وإبداء الرأي، ثم ينتظر بكل شوق ولهفة تليق بجسامة المطلوب الردّ السامي للعمل به!؟

يوم الجمعة المنقضي كنا على موعد مع أربعينية الزميل محمد الهادف فارس الكلمة والصورة الذي أبى إلاّ أن يترجل عن صهوة جواده مبكرا ويسبقنا إلى حيث المآب المحتوم. ونظرا لعطائه الكبير من أجل المهنة الصحفية بشكل عام وجريدة الصحافة بشكل خاص، كان يفترض والحال كذلك أن يحضر برهوم الصغير الذكرى الكبيرة والمهيبة التي جرت في مدينة قفصة مسقط رأس الراحل العزيز بصفته المدير رئيس التحرير والمسؤول الأول عن الجريدة التي عمل فيها المرحوم. لكنه اعتذر بحكم جسامة المسؤولية التي تجعله غير قادر على مغادرة مكتبه، حتى وإن تغيب عن الجريدة يوم السبت لشوون خاصة!؟ ولربما حصل ذلك إشفاقا من فجيعة الفراق ووزر إلقاء خطاب تأبيني مؤثر لا تقدر نفسه الرقيقة والحساسة على تحمل شظاياه!؟

لكن المندوبية الجهوية للثقافة قامت مشكورة بالواجب وأكثر وأطلقت اسم الزميل محمد الهادف على قاعة الاجتماعات الكبرى بدار الثقافة ابن منظور. ولم تكن في حاجة للتشرف بحضور مسؤولي جريدة الصحافة الذين تغيبوا عن المناسبة حتى تقوم بذلك. والحاضرون من زملاء الهادف في الجريدة الذين حملوا لعائلته وأهله تحيات كل العاملين في المؤسسة من صحفيين وتقنيين وعاملين مع خالص محبتهم وتقديرهم كان كافيا وزيادة. وزاد الحفل التأبيني بهاء حضور عدد من قادة الإعلام الإفريقي وإلقائهم كلمات تأبينية بهذه المناسبة تقديرا منهم للهادف وللمساته الإفريقية المميزة.

سألني أحدهم مرة وأنا المتيم بالمطربة نجاة الصغيرة عن سبب التمسك بتسميتها بالصغيرة وهي الكبيرة سنّا وفنّا؟ رأيت وجاهة في سؤاله لكني مع ذلك أجبت بأن السر قد يكمن في عذوبتها التي تجعلها لا تشيخ مع الزمن وتحتفظ بروحها الشابة ذات المشاعر الخالدة. أما لو سألتموني عن سر بقاء إبراهيم الصغير صغيرا حتى وإن أصبح هو المدير رئيس التحرير في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلادنا وفي مسار إعادة بناء منظومتنا الإعلامية الوطنية بما يكفل منع عودة استغلالها كبوق للدعاية والتزييف، فأصدقكم القول بأنه لا جواب عندي!؟





samedi 8 octobre 2011

المكلف العام بنزاعات الدولة يطلب غلق "قناة التونسية": لمصلحة من؟


القضية الاستعجالية التي رفعها المكلف العام بنزاعات الدولة لغلق "قناة التونسية" التي أصبح منتجها سامي الفهري مصدر إزعاج حقيقي لمنافسيه ومنهم من يملك سندا قويا في دوائر السلطة والقرار، تطرح أكثر من سؤال حول مدى تخلصنا من منظومة الاستبداد والقرارات التسلطية وسياسة تكميم الإعلام؟

فالعدل مطلوب والظلم مرفوض أيّا كان المستهدف به. وضرب حرية الإعلام وغلق المؤسسات الإعلامية بكل أبعاده وآثاره السياسية والاجتماعية خط أحمر لا مجال للسكوت عنه.

المكلف العام بنزاعات الدولة الذي لا نشكك في سلامة إدراكه للأمور وصواب نظره، ورغم كثرة انشغالاته في متابعة ناهبي العام التي لم نر منها بعد نتائج ملموسة، توجه بعريضة إلى الدائرة الاستعجالية لدى المحكمة الابتدائية بتونس المنعقدة جلستها السبت 8 أكتوبر 2011 طالبا وقف بث "قناة التونسية" إلى غاية موعد الاقتراع في انتخابات المجلس التأسيسي، هذا إذا لم تكن نية السوء معقودة على أبعد من ذلك؟ وذلك لما اعتبره تأثيرا من القناة على مسار الحملة الانتخابية وتمييزا بين المترشحين؟

لكن متابعي القناة وهم كثيرون، يدركون أن هذا التقوّل غير صحيح. فالفاعلون السياسيون الذين يتم استدعاؤهم في "قناة التونسية" ليسوا من المترشحين، خلافا لقنوات أخرى تقوم باستدعاء مترشحين ومحاورتهم إلى حد الدعاية الفجة أحيانا. بل أن بعض هذه القنوات ذهبت أبعد من ذلك حين تحدت قرار اللجنة الانتخابية حول منع الإشهار السياسي ومارسته، دون أن يتدخل المكلف العام بنزاعات الدولة الذي كان في عطلة خلال تلك الفترة على ما يبدو؟

الغريب في الأمر أن سامي الفهري منتج القناة تعرض إلى تحقيق مدقق تواصل حوالي 10 ساعات خلص إثره قاضي التحقيق، الذي كان مطالبا بموجب الضغط المسلط عليه بإيداعه في السجن، إلى عدم وجود ما يبرر إدانته. لكن البعض مازالوا مصرين على المطالبة برأس الرجل وضرب نجاحه.

ويبقى قرار الهيئة العليا لإصلاح الإعلام بحجب الترخيص عن "قناة التونسية" رغم أهليتها لذلك، العنوان الأبرز للتجني على هذه القناة. السيد كمال العبيدي الصحفي والحقوقي الضليع رئيس الهيئة برر عدم منح الترخيص للقناة بوجود تتبع قضائي ضد منتجها. ضاربا بذلك عرض الحائط بمبدإ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان يعتبر كل إنسان بريئا ما لم تثبت إدانته بمقتضى حكم قضائي نهائي وباتّ؟

باستهدافه لـ"قناة التونسية" في سياق تحوم فيه شبهات عديدة حول تعمد بعض الأطراف النافذة ضرب "قناة التونسية" لإخلاء الساحة أمامها، يضع المكلف العام بنزاعات الدولة ومن خلفه أنفسهم في موقف محرج يسيء للدولة وللمسار الثوري الذي يأمل من خلاله التونسيون القطع مع ماضي التعليمات الظالمة.

الأمل معقود على المحكمة في الانتصار للحق وعدم الانجرار وراء تصفية الحسابات السلطوية التسلطية البغيضة المرتبطة بمصالح رأس المال المساند. خاصة وأن عديد التونسيين لا يستنكفون عن ذكر أسماء بعض الماسكين بمواقع قرار في السلطة من الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات في لعبة خطيرة قد تعود بالوبال على أصحابها.

فشعار الثورة المركزي كان وسيظل أن لا ظلم بعد اليوم، لا ظلم بعد اليوم، لا ظلم بعد اليوم.. وعلى كل الذين غرهم الهدوء الظاهر وتوهموا أن المسار الثوري في بلادنا توقف، أن لا يستهينوا بإرادة شعبنا وذكائه..

زياد الهاني

mardi 4 octobre 2011

اللّه أكبر: وفاة والد الزميلة جنّات بن عبد الله



اللّـه أكبـر


انتقـل إلـى جـوار ربّــه المـرحـــوم


محمد بن عبد الله


والد الزميلة جنّات بن عبد الله




ويتمّ دفنه يوم الأربعاء 5 سبتمبر 2011 في مقبرة سيدي الجبالي بأريانة.

تغـمّد اللّه الفقيد العزيز بواسع رحمته، وأسكنه فراديس جنانه. ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان

لتعزية الزميلة جنّات بن عبد الله
، يمكنكم الاتصال بها على هاتفها رقم : 98327037


dimanche 2 octobre 2011

تكريما لروح الفقيد العزيز محمّد الهادف



اعتادت جريدة «الصحافة» أن تفرد هذه المساحة من حين الى آخر لصور ونصوص بإمضاء محمد الهادف، وهي مادّة كان صاحبها يحرص على أن تقدّم للقارئ في اخراج جيّد، كثيرا ما يجهد نفسه في التدخّل في تفاصيله، دافعه في ذلك حبّه لعمله.

اليوم ولأوّل مرّة تحتضن صفحة «مرافئ» مجموعة من الصور بنفس الإمضاء دون أن تراها عين صاحبها ودون أن ترتسم لرؤيتها علامات الفرح الطفولي على وجهه...

غاب محمّد الهادف وكانت قفصة محطّته الأخيرة مثلما كانت مولده... جاء منها ليعود إليها، محتضنا ترابها وقد علّمته رائحة هذا التراب أن يكون ذاك الشاب المتّقد نشاطا والممتلئ حياة... الصّور بإمضاء الراحل العزيز محمّد الهادف... جمعناها تكريما لروحه

samedi 24 septembre 2011

اللّه أكبر: الموت الفجئي يغيّب الزميل مراد بوليلة



اللّـه أكبـر


غيّب الموت زميلنا المـرحـــوم


مراد بوليلة


زوج الزميلة نائلة الساحلي

الصحفية بمجلّة الإذاعة



الذي أصيب بنوبة قلبية مفاجئة في مقر عمله الجديد بإدارة الاتصال بوزارة التجارة، وقد تم دفنه عصر يوم السبت 24 سبتمبر 2011 في مقبرة أسلافة بمنزل تميم

تغـمّد اللّه الفقيد العزيز بواسع رحمته وأسكنه فراديس جنانه، ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وأمدّ ظل عنايته ورعايته على بناته الثلاث رباب وميار ودرّة

لتعزية الزميلة نائلة الساحلي
يمكنكم الاتصال بها على هاتفها رقم : 98655152


mardi 13 septembre 2011

مجرّد رأي لزياد الهاني: أثق في شعبي


مجرّد رأي

أثق في شعبي ...

بقلم زياد الهاني


على مسافة أيام معدودات من موعد الانتخابات التاريخية للمجلس الوطني التأسيسي تصاعد الحديث حول موضوع استفتاء مواز حول صلاحيات المجلس التأسيسي ومدة ولايته.
أصحاب هذا الطرح يعتبرون بأن المجلس التأسيسي وان كان سلطة شرعية، الا ان جمعه لكل السلطات الدستورية سينتج عسفا وبأن اختصار عمل المجلس ضروري لتجنيب البلاد انعدام الاستقرار وطول النقاشات ويؤكدون على ان الاستفتاء الذي يقترحونه سيمكن الشعب من تقرير مصيره !؟
ورغم الوجاهة النظرية لهذا الطرح وما يظهره من غيرة على سيادة الشعب ونظامه الجمهوري، الا انه في تقديري مجانب للصواب.
فالمطالبون بالاستفتاء يريدون وضع قيد مسبق على المجلس التأسيسي خوفا من جموحه. اي هم متخوفون من ان لا يكون اختيار الشعب مصيبا وأن يحمّل الأمانة لمن هو غير مؤهل لها لامكانية انحرافه بها ؟
انا اثق في شعبي ... وأثق في حسن اختياره.
لقد كان شعبنا متقدما في ثورته على نخبه.
تذكروا كيف تفاعلت بعض هذه النخب مع الخطاب الأخير للرئيس السابق !! تذكروا كيف هللت له ودعت الى الثقة فيه !!
تذكروا كيف سارع المسارعون الى الانخراط في مشروع حكومة بن علي الجديدة التي قالوا عنها ائتلافية وحكومة وحدة وطنية وغير ذلك من المسميات التي لا تغير من طبيعة العملية المتمثلة في انقاذ نظام فاسد ومفلس !!
تذكروا القصبات وكيف اسقط المعتصمون حكومتين للسيد محمد الغنوشي واصروا على القطع نهائيا مع شبكة الحزب المنحل وهو ما نجحوا في تحقيقه !!
في أحيان عديدة كان الارهاق وطول المسيرة المتعبة سببا في دفع نخبة منهكة للتسليم بوهم المكسب المتحقق.
لكن الشعب بكل عنفوانه وبعزيمة قواه الحية كان دائم الدفع الى الأمام على طريق الكرامة والحرية.
لذا ادعو كل المشككين وكل المتخوفين وكل اصحاب المصالح والنوايا المعلنة وغير المعلنة الى ان يتركوا هذا الشعب العظيم السيد حرا في أن يواصل طريقه وينحت في الصخر تجربة ستظل نبراسا وعلامة مضيئة في سفر الانسانية.
اعترف بأني كنت ممن دافعوا عن فكرة التعجيل بالانتخابات الرئاسية باعتبارها افضل ضمان لاستقرار تونس وأمنها. لكن ما تحقق لحد الان منذ المضي في انجاز مشروع المجلس التأسيسي من اعادة تركيز للبنى الوطنية على أسس صلبة تقطع مع سلبيات الماضي وتستجيب لاستحقاقات الثورة، يجعلني أنحني اجلالا لارادة شعبي ولصواب خياره الذي يتأكد يوما بعد يوم.
أنا أثق في شعبي وأثق في انه سينتخب الاقدر على حمل الأمانة، كما أثق بان المجلس المنتخب قادر بأن يوصل تونس الى بر الأمان.
يردد البعض بأن المجلس التأسيسي الاول صاغ دستورا على مقاس الزعيم الحبيب بورقيبة وعبّد له طريق الاستبداد، وهو قول صحيح لا يحتاج الى دليل.
اما القول بامكانية تجدد التجربة فغير صحيح لان المجلس القادم سيكون بحكم النظام الانتخابي تعدديا لا مجال فيه للانفراد وبالتالي لتكرار تجربة الاستبداد.
من خلال رصد مواقف مختلف القوى السياسية الوطنية من مسألة الاستفتاء يتبين ان الخط المقاوم لنظام بن علي هو الرافض الأساسي لهذا المشروع. وهو مايدفع الى الاعتقاد بأن هذا المشروع وبقطع النظر على الاستحالة المادية قد سقط اخلاقيا وسياسيا وعمليا، ولن يكون بامكان عرابي مراكز النفوذ الخفية والمحفظات المالية الاجنبية والخليجية ان ينفخوا فيه روح الحياة بنفوذهم واموالهم لأن ارادة الشعب تبقى فوق الجميع.
أنا لي ثقة في شعبي ...

المصدر: جريدة الصحافة الصادرة يوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2011



samedi 10 septembre 2011

ندوة صحفية ونداء استغاثة من جريدة الأولى



تصدر جريدة "الأولى" يوم السبت 10 سبتمبر 2011 في عدد استثنائي يلتحفُ بالسواد حِدادًا على انحسار إمكانيّات إرساء تعدّديّة إعلاميّة في تونس بعد الثورة، وهي سابقة أولى من نوعها في تاريخ الصحافة التونسيّة. ندعوكم جميعا إلى الاطّلاع على مضامينها.. وحضور الندوة الصحفية التي تعقدها يوم السبت 10 سبتمبر 2011 بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

vendredi 2 septembre 2011

Nizar Bahloul dénonce: les héritiers de Abdelwaheb Abdallah pour bâillonner les médias


Business news, Nizar Bahloul:

Rien ne va plus entre l'Instance Nationale pour la Réforme de l'Information et de la Communication (INRIC) et les patrons de médias. Cette instance dont les membres ont été parachutés par Mohamed Ghannouchi, ancien Premier ministre, dans des conditions plus qu’opaques. Et quand les patrons de médias ont dénoncé la mascarade et les tromperies de cette instance, l’INRIC n’a pas trouvé mieux que de répondre en déformant les réalités et en omettant de signaler honnêtement sur ce qui ne va pas réellement dans son action.

Pour lire la suite, prière de cliquer sur le lien suivant:



l’Instance nationale pour la réforme de l’information et de la communication (INRIC),

L’INRIC réaffirme sa volonté d’œuvrer pour la « protection du droit du peuple tunisien à une information libre, pluraliste et transparente»

Tunis, 1/9/2011- Un communiqué publié par le bureau fondateur du Syndicat des directeurs des entreprises médiatiques, et parvenu à l’Instance nationale pour la réforme de l’information et de la communication (INRIC), contient un certain nombre de fausses allégations. Dans notre engagement à informer l’opinion publique sur l’état d’avancement de la réforme de l’information et les principaux obstacles mis sur son chemin, nous tenons à indiquer ce qui suit :
Ce syndicat est constitué de directeurs d’entreprises médiatiques connus pour leur allégeance absolue au président déchu et pour leur appel à ce dernier de demeurer au pouvoir à vie. Ils sont d’ailleurs passés sans transition de la défense de l’«Artisan du Changement» à la revendication tapageuse de la liberté d’expression. Nous craignons que ce syndicat ne soit en réalité qu’un groupement d’intérêts étriqués dont le but est d’influencer les choix du peuple, surtout lors des rendez-vous électoraux à venir.
Le communiqué publié par le Syndicat des directeurs des entreprises médiatiques s’inscrit dans la campagne virulente visant à porter atteinte à l’INRIC et à l’empêcher de mener sa mission et de mettre en place des règlements réorganisant le travail de l’information, de manière à prévenir la constitution de monopoles et la réalisation d’intérêts corporatistes étriqués. Cette campagne injuste essaie, par tous les moyens de la désinformation et de diversion d’arrêter le processus de réforme et de maintenir le même système d’information hérité du passé, et qui ne mènera qu’à l’émergence d’un nouveau dictateur.
En dépit de toutes les campagnes de dénigrement et de désinformation, l’Instance réaffirme sa volonté de poursuivre son action pour la réalisation des objectifs pour lesquels elle a été créée, et notamment «la protection du droit du peuple tunisien à une information libre, pluraliste et transparente», comme stipulé dans le décret-loi qui l’a instituée. Dans ce contexte, l’Instance œuvrera à enrichir le champ audio-visuel par de nouvelles radios et chaînes de télévision, afin de mettre fin aux tentatives d’instaurer des monopoles dans ce domaine. Elle œuvrera aussi à faire promulguer une loi interdisant la publicité politique dans les médias, comme c’est le cas dans la plupart des systèmes démocratiques. Car il ne peut y avoir d’information nouvelle sans l’émergence d’entreprises nouvelles et sans un engagement à respecter les normes du travail et de la déontologie journalistiques.
Le Président,
Kamel Labidi

vendredi 26 août 2011

«السبوعي» في ذمّة اللّه : حزن عميق يخيّم على البيت



مجرد رأي

«السبوعي» في ذمّة اللّه

حزن عميق يخيّم على البيت


بقلم: زياد الهاني



كانتا تبكيان في صمت..
ما أجمل الدموع في أعينهما الجميلة وهي تبوح بحب صادق لا رياء فيه، وتعكس لوعة يفيض بها قلباهما الصغيران..
- «
بابا .. السبوعي مات!؟»
سؤال تقريري جانح إلى التكذيب وباحث عن الخلاص في كلمة نفي تزيح الغمة الجاثمة على الصدور الصغيرة. ولكن لا خلاص ولا مجيب، لأن السبوعي فعلا مات ومضى إلى عالم غير عالمنا لتبقى منه أعماله الفنية والذكريات.
كثيرون هم الأطفال الذين بكوا السبوعي، تلك الشخصية الهزلية التي جسّدها باقتدار الممثل الراحل سفيان الشعري.
لست ناقدا فنيا ولا مختصا في تقييم الأعمال التلفزية حتى أتناول أعمال سفيان الشعري بالنقد والتحليل. لكني من موقعي “المتعالي” على كل عمل لا يحمل “رسالة”، لأن الفن رسالة عندي أو لا يكون، لم أكن أخفي امتعاضي مما أراه بلادة ذهنية في الشخصيات التي تقمصها سفيان الشعري. لكن بناتي الثلاث كنّ يرفضن مني تلك المواقف، مدافعات بشراسة عن خفة روح الفقيد المتعارضة مع حجمه ووزنه. بل وتغمرني سعادة بالغة تنعش كياني كلّما لعلعت ضحكاتهن البريئة تعبيرا منهن عن الإعجاب بإحدى حركات نجمهن المفضل!!
فالسبوعي تمكّن رغم كل تحفظاتي من إدخال السعادة إلى قلبي المتعب الباحث عن فرح لم يتحقق بعد وطال انتظاره. ليس من خلال علاقتي المباشرة به كمتلقى، ولكن من خلال السعادة وبريق الفرح الذي تمكن من غرسه في عيون بناتي.
مسحة حزن شاملة عمّت بيتي منذ الإعلان عن خبر وفاة السبوعي مساء الإثنين. ولاحظت أن الحزن لم ينحصر في حماي حيث انضمت بنتا زميلي عادل رشدي رابح إلى بنتيّ الصغيرتين للتوحد في مواجهة الحزن، بل كان مشتركا بين بيوت صحفيي الحي وأزقته حيثما يوجد أطفال. كلهم التقوا على الألم لفراق صديق حميم اختطفته يد المنون. ما أحلى وفاءهم لأصدقائهم في زمن عزّ فيه الوفاء.
ولأن علاقتي بأبناء صحفيي حيّي ودية وأبوية خالصة، فقد تحسست ألمهم وأثّر في نفسي أيّما تأثير، تماما كما تحسست ألم بناتي ولوعتهن.
تذكرت عاطف وشقيقته إبنا الزميل المرحوم شكري الفطناسي. كان عاطف مشاكسا وكان الاصطدام بيننا حتميا خلال الرحلات التي سبق أن نظمتها جمعية الصحفيين التونسيين لأبنائنا. لكن كم كانت سعادتي غامرة وأنا أرى هذين اليتيمين بالذات وهما يقلّدان وسط المجموعة حركات السبوعي ويضحكان حد الاستلقاء على الظهر أحيانا..
تذكرت فوزي بوزيان والهاشمي نويرة اللذين كانا يحرصان في كل مناسبة على توفير مستلزمات العيد لهما ولغيرهما من أيتام الصحفيين.. تذكرت سنية عطار التي كانت تحرص على أن تتولى بنفسها شراء المياه المعدنية وعلب العصير والشيبس (بطاطا مقلية) والبسكويت لهم.. وسالم بوليفة الذي كان يلاعبهم وكأنه طفل مثلهم.. فيما كنت أتمسك بالحفاظ على بعض من الهيبة والحزم اللذين يمكنانني من ضبط الأمور عندما يتوجب منع الانفلات..
ترى من سيتذكر هؤلاء الأيتام في العيد ونحن على أبوابه؟
«
بابا.. السبوعي مات!!»..
بلى، السبوعي مات ووحده الحي الباقي لا يموت.. قبل يومين غادرنا والد زميلنا عادل البرينصي وواروه الثرى بمسقط رأسه في ريف جميل منه انطلق في رحلة الحياة المعذبة رغم كل تفاصيلها الجميلة وتعددها.. فلكل رحلة بداية ونهاية، وكم هو متعب هذا السفر..
مات السبوعي في غمرة حملة غبية شنها عليه الثوريون الجدد. بعضهم لا يفهم أن الاستبداد وإن كان مسلطا على كل التونسيين الاّ أن وقعه على أهل الإبداع والفن أكبرحيث يعني الاشتباه في أحدهم وأده ونهاية مساره الفني.
الفنانون جزء من هذا الشعب الذي كان راضخا للاستبداد وتحرروا بفضل ثورته مثلما تحرر..
وفي النهاية وأيّا كانت مواقفنا، فكلّنا عابرون..
- «
بابا.. السبوعي مات!!»
بلى السبوعي مات.. وبكيت!


جريدة "الصحافة" الصادرة يوم الجمعة 26 أوت 2011