jeudi 30 juin 2011

مجرّد رأي: بعد حادثتي «أفريكارت» وقصر العدالة .. حرية التعبير لا تتجزّأ، وحمايتها مسؤولية الجميع




مجرّد رأي:

بعد حادثتي «أفريكارت» وقصر العدالة

حرية التعبير لا تتجزّأ.. وحمايتها مسؤولية الجميع..

بقلم: زياد الهاني


الحرية حزمة واحدة لا تتجزأ، واحترام الرأي الآخر مهما كان مخالفا أحد استحقاقاتها. لذلك فالاعتداء الحاصل على فضاء «أفريكارت» بتونس العاصمة بمناسبة عرضه شريطا مثيرا للجدل يعتبر أمرا مرفوضا ومدانا جملة وتفصيلا.

وفي نفس السياق لا يمكننا إلا أن نختلف مع السيد راشد الغنوشي في ما ذكره بخصوص هذا الموضوع حين اعتبر شريط المخرجة نادية الفاني الذي كان منطلق الاعتداء «استفزازا» ليخلص إلى القول بأن «المجتمع التونسي هو مجتمع مسلم ولا يمكن أن يقبل مثل هذه الاستفزازات». وكان أحرى به وهو المتزعم لحركة تعدنا بالحرية، أن يدافع عن حق هذه المخرجة في التعبير الحر مهما كان رأيها مخالفا لرأي الأغلبية، وحتى صادما له. لأن حرية التعبير لا تكتسب معناها الحقيقي الا اذا كان للرأي الأقلي الحق في أن يصرح به حتى وإن كان صادما لرأي الأغلبية.

لذلك كنت أتمنى أن يدين السيد راشد الغنوشي بقوة وبشكل واضح لا مواربة فيه الاعتداء على فضاء «أفريكارت».
كنت أتمنى أن يطلب، دون أن يمنعه ذلك من إبداء رأيه في الموضوع وهو أستاذ الفلسفة، من السيد حبيب بلهادي صاحب الفضاء أن يدعوه لحضور عرض شريط «لا ربّي، لا سيدي» ولم لا ليفسح له مجال مناقشته وإبداء الرأي فيه؟ حتى يكون قدوة لغيره ويضرب المثل لشباب متحمّس بحاجة للترشيد. حينها يصبح قول زعيم حركة النهضة بأنه «مع حرية الرأي وحرية التفكير» له معنى ومصداقية.

ولا أظنه في هذا السياق يجهل بأنه باسم رفض الاستفزاز وحماية ثوابت المجتمع أصبح مواطنون آمنون يهاجمون في عقر بيوتهم ليعتدى عليهم ويمنعون من الاحتفال بنجاح أبنائهم في شهادة الباكالوريا لما في ذلك من «مخالفة لأحكام الشرع» من وجهة نظر المعتدين عليهم!؟
بعضهم بلغ به غرور القوة حدّ التطاول على حرمة المؤسسة القضائية والاعتداء على المحامين الذين لم يتخلوا يوما عن القيام بواجب الدفاع عمّن تعرض للعنف منهم خلال حكم الرئيس السابق.

وقد آن لهذا المسلسل أن ينتهي. فإما أن تقوم أجهزة الدولة بواجبها، وإلاّ فقد يصبح من حق المواطنين البحث عن الصيغ الممكنة التي تكفل لهم حماية حقوقهم وحريتهم.
وما يحصل حاليا من تجاذبات يؤكد بأن الديمقراطية ثقافة وبأنها لا تتحقق إلاّ في ظل دولة قوية تكون قادرة على حماية الحريات وردع المتطرفين من كل الاتجاهات .

لذلك فمن باب أولى أن نعيد اليوم النظر في أولوياتنا ونقاشاتنا التي تدور صراحة وضمنا عمّن يمكنه أن يفوز في الانتخابات القادمة، لنطرح قضية تقوية مؤسسات الدولة ودعائم الجمهورية الديمقراطية وضمان عدم السطو عليها مجددا من قبل أي طرف.

ليس مهمّا أن تطول الفترة الانتقالية بقدر أن المهم هو التوفق الى بناء نظام قوي يكفل حق التونسيين جميعا في الحرية والكرامة، ويروضهم على العيش المشترك دون مزايدات أيا كان نوعها.

فتونس قدر كل أبنائها والمجتمع التونسي في غير ذي حاجة لمن يكون وصيا عليه باسم الدفاع عن ثوابته.

كل الأفكار تبقى محترمة طالما أنه تمّ التعبير عنها بطريقة سلمية، أما إذا تحول الأمر إلى العنف فمن واجب الدولة أن تتدخل بكل قوة لتضرب على أيدي العابثين حفاظا على أمن تونس واستقرارها وتماسكها الاجتماعي.

وما حصل يؤكد مرة أخرى بأن الشأن الديني يجب أن يكون اختصاصا للدولة وحدها، ويتوجب عدم تركه لأية جهة أخرى كائنة من تكون. فالمواطنة هي القاعدة الأساسية للدولة.. والطريق مازالت أمامنا طويلة لتحقيق هذا الهدف الذي قد لا يكون المسار الحالي هو الأوفق لبلوغه.

المصدر: جريدة "الصحافة"، العدد الصادر يوم الخميس 30 جوان 2011


http://www.essahafa.info.tn/clear.gif

jeudi 23 juin 2011

قريبا في نقابة الصحفيين: الصحفي زياد الهاني يقدم نفسه للمساءلة في جمعة الحقيقة والاعتبار


انتظروني في جمعة الحقيقة والاعتبار. سأكون أول من يقدم نفسه للصحفيين لمحاسبته على مسيرته المهنية والنقابية. أعدّوا أسئلتكم واتهاماتكم لنكون معا في الموعد الذي سنحدد تاريخه لاحقا ونفتتح به مسار المساءلة التي تعتبر إحدى استحقاقات الثورة حتى نعيد بناء مهنتنا وتنظيمنا النقابي على أسس صلبة.. زميلكم الصحفي زياد الهاني

vendredi 17 juin 2011

زياد الهاني يفتح النار على مكتب النقابة ومراسل الجزيرة: القائمة الفائزة تعمّدت اقصائي عن طريق التصويت الموجّه


زياد الهاني يفتح النار على مكتب النقابة ومراسل الجزيرة



القائمة الفائزة تعمّدت اقصائي عن طريق التصويت الموجّه


*متمسّك بوحدة الصحفيين وحرية العمل النقابي



عاشت الساحة الإعلامية خلال نهاية الأسبوع الفارط أجواء احتفالية تمكن خلالها الصحفيون من انجاز مؤتمرهم الثاني للنقابة، لأول مرة بعد الثورة، حيث تخلصوا من ملازمة الرقيب، ومن عسس السلطة وزبانيتها، ومن الضغط الذي كان مسلطا عليهم من جميع النواحي.

هذا المؤتمر الذي أفرز قيادة نقابية جديدة، والذي وضع الجسم الإعلامي ككل، أمام تحدّيين رئيسيين لا مجال للالتفاف عليهما وتفويت الفرصة التاريخية لانجازهما: وهما بلا شكّ الإصلاح الجذري للإعلام وبناء اتحاد الصحفيين التونسيين.

ولئن سادت أجواء الفرحة قاعة المؤتمر أثناء إعلان النتائج، الا أن ما تلاها من أيام انتظار لتوزيع المهام، عرف كثيرا من التوتر بسبب سريان عديد الإشاعات حول التكتّل القائمي ضد السيد زياد الهاني، الذي لم يتمكن الا هو من الفوز من قائمته، وكذلك بخلق عديد الشائعات حول نية بعض الصحفيين تكوين نقابة أخرى موازية او التحضير لانقلاب على النقابة الحالية. هذه الأجواء، التي زاد في إرباكها، البيان الغريب الذي أصدره السيد سفيان بن فرحات وأمضاه باسم رئيس المؤتمر رغم ان رئاسته قد انتهت حال إعلان النتائج، وغير ذلك من الاجواء التي كثر فيها الارتباك وعمّ عليها الغموض.

الرسالة حملت كثيرا من هذه الاسئلة وتوجهت الى السيد زياد الهاني، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، والعضو بلا مسؤولية في الفترتين السابقة والحالية، فكان لنا معه هذا الحوار.

حاوره: محمد بوعود



*لنبدأ بالسؤال التقليدي حول تقييمكم لنتائج المؤتمر الثاني لنقابة الصحفيين التونسيين؟

-هذا المؤتمر هو أحد مكاسب الثورة، نجح الصحفيون في تحدي انجازه ليكونوا أول قطاع ينتخب قيادة تستمد شرعيتها من قواعدها وحدها. كان مؤتمرا حرّا وشفافا تخلصنا فيه من الرقيبين الداخلي والخارجي اللذين كانا يكتمان أنفاسنا ويحسبانها علينا. ورغم بعض أجواء التوتّر التي سادت المؤتمر أحيانا ووصلت إلى حدّ الترهيب، الا ان مؤتمرنا كان ناجحا عموما وأفرز قيادة تم انتخابها بكل شفافية.

*لكن ما سمعناه أن خلافات كبيرة سادت اجتماع توزيع المهام؟

ألاحظ بداية أن عملية توزيع المسؤوليات تأخّرت أسبوعا كاملا دون أي موجب لذلك خاصة وأنه لم تجر أية مشاورات تمهيدية مثلما جرت عليه أعرافنا بل رأينا خلال هذا الاسبوع حملات افتراء وتشويه ونشر أخبار زائفة من قبيل الحديث عن بعث نقابة موازية والعمل على ضرب وحدة الصحفيين وغير ذلك من الاسفافات التي ترفّعت عن الردّ عليها. وقد سعيت كل جهدي بمناسبة توزيع المسؤوليات لاتمام ذلك في إطار الوفاق.

ورغم مبادرتي للتعبير عن تزكيتي لترشيح الزميلة نجيبة الحمروني لرئاسة النقابة باعتبارها رئيسة القائمة الفائزة في الانتخابات ودعوتي لان يتم توزيع باقي المسؤوليات من خلال التوافق الا ان الأغلبية أصرّت على فرض رأيها من خلال الاحتكام للتصويت وحده بعد الصفقة التي عقدوها مع عضو مكتب تنفيذي مخضرم ترشّح خارج قائمتهم. وقد اعتبرت ان ادارة العملية بهذه الطريقة غير سليمة رغم طابعها الديمقراطي الشكلي، وهي ديمقراطية مغشوشة تذكرني بديمقراطية بن علي وحزبه الاغلبي.

*لكنّك الوحيد الذي لم تتحمّل أي مسؤولية في صلب المكتب وبقيت حاملا للعضوية فقط، ما سبب ذلك؟

-تركت لزملائي في المكتب المناصب التي طلبوها مكتفيا بشرف العضوية مع طلبي لتكليفي بالاشراف على ملف انجاز اتحاد الصحفيين التونسيين باعتباره ملفا يحتاج تفرّغا وجهدا خارقا مع تمسّكي بالعمل مع باقي أعضاء المكتب في اطار الوحدة والتكامل.

*لكن ما هي أسباب هذه الخلافات التي أدّت الى كلّ هذا؟

-أطراف عديدة سعت لاقصائي ومنع صعودي للمكتب التنفيذي لاني امثل ضمانة لاستقلالية هذا المكتب عن كل الاطراف السياسية والحزبية. كانت البداية بالتشكيك في قائمتي والقول بأنها تضم زميلة شاركت في المؤتمر الانقلابي على نقابتنا، والحال أن لا أحد تحدث عن ترشّح عضو من المكتب التنفيذي المنقلب، علما ان هذه الزميلة قائدة ميدانية حقيقية لم تتخل يوما عن الدفاع عن مصالح زملائها الصحفيين الشبان، وكانت معنا يوم 10 جانفي 2011 في شرفة النقابة ونحن نتلو بيان الإضراب العام. ولم تمنعها هشاشة وضعها المهني من ان تنحاز الى قضية شعبها وتتحدى الطاغية وهو لازال ماسكا بكرسي الحكم.

ولما سقطت هذه الورقة زعموا ان قائمتي تضم رؤساء شعب تجمعية قبل أن يخلصوا للقول باني تحالفت مع قوى ما قبل 14 جانفي. والحال أن مآخذ عديدة تشوب القائمة التي تجندوا لمساندتها وهو ما ترفّعنا عن الخوض فيه إيمانا منا بوحدة الصحفيين.

وأحد المتحاملين علينا، وأعني هنا مراسل قناة الجزيرة لطفي حجي نسي أو تناسى أن له في تاريخه من المخازي ما يجعله غير جدير بالتشكيك فيمن كتاباتهم ومساهماتهم في الثورة معلومة وموثّقة ونحن لا ننسى ان هذا المراسل كان من ضمن من تحولوا الى قصر قرطاج لتسليم الرئيس المخلوع الريشة الذهبية لجمعية الصحفيين التونسيين التي كان يتحمل عضوية هيئتها المديرة في حينه، بل هو الوحيد الذي قبض ثمنا خاصا لهذه الريشة التي مكنته من الحصول على بطاقة الاعتماد كمراسل لقناة العالم الإيرانية قبل ان يتحول الى قناة الجزيرة، فضلا عن عمله السابق كملحق صحفي لمجلس وزراء الداخلية العرب وما أدراك ما ذلك المجلس تحت امرة سيئ الذكر محمد شكري.

*لكن صراحة ما حقيقة ما راج الاسبوع الفارط حول تأسيس نقابة موازية او الانقلاب على النقابة الحالية؟

-ما راج من محاولة انقلاب على نتائج المؤتمر كان خبرا زائفا وموجّها. فأنا متمسك بوحدة النقابة الونةي للصحفيين التونسيين وبممارسة حق الاختلاف في اطار الوحدة واعتبار ذلك أفضل سبيل لانجاز اتحاد الصحفيين، مع التأكيد على ان التعددية النقابية والتنظم النقابي الحر هو حق أساسي من حقوق الانسان يكفله الدستور والمواثيق الدولية ولا مجال للحدّ منه تحت أي مبرر كان.

والذين يخوّنون من قد يسعى لممارسة هذا الحقّ هم أحد أوجه الاستبداد وهم الخطر الحقيقي على الديمقراطية وعلى النقابة.

*باختصار، ما تقييمك للمرحلة القادمة؟

-هي مرحلة دقيقة وصعبة

*وعمل المكتب الجديد؟

-بداياته غير مبشّرة

*واتحاد الصحفيين التونسيين؟

-حلم قيد التحقّق

جريدة الرسالة - العدد 9-الخميس 61 جوان 2011


زياد الهاني لـ «الحقيقة» نبّهت ناجي البغوري مرارا إلى أن سياسته ستقودنا إلى أزمة

زياد الهاني لـ «الحقيقة»

نبّهت ناجي البغوري مرارا إلى أن سياسته ستقودنا إلى أزمة


* غياب التلفزة عن النقابة مشكل حقيقي علينا حلّه


أجرى الحوار: الحبيب الحمدوني

زياد الهاني واحد من أكثر الصحفيين مشاكسة وإثارة للجدل. لم يغب عن المحطات الحاسمة التي شهدتها جمعية الصحفيين ثم النقابة. تحمّل المسؤولية في كلتيهما، أعيد انتخابه في المؤتمر الأخير للنقابة. التقته «الحقيقة» وكان لها معه الحوار الخاطف التالي:


  1. كنت حليفا لناجي البغوري ثم تباعدتما ثم عدتما إلى حلف واحد. وبانعقاد المؤتمر الأخير افترقتما مجددا وتحولت العلاقة بينكما من الاختلاف إلى العدوانية. هل من تفسير لهذا الأمر؟


أنا وناجي البغوري اجتمعنا للدفاع عن نفس المبادئ والقيم. خضنا معا معارك من أجل إعلاء راية الحرية والدفاع عن استقلالية منظمتنا المهنية وكرامة الصحفيين وحقوقهم. لكننا اختلفنا في المنهج في لحظات حاسمة لم تحتمل التردد. بعد تقريرنا الثلاثي حول الحريات الصحفية في 2005 مع زميلنا محسن عبد الرحمان، أصر على أن ننسحب من الجمعية لكننا رفضنا التخلي عنها وحققنا بعدها انجازات هامة. عندما بعثنا النقابة اعترض على تأسيسها وهاجم الصحفيين الذين انخرطوا في مشروعها لكنه عاد إليها ليصبح أول رئيس لها. في 2008 نبهته إلى أن السياسة التي توخاها ستقودنا إلى أزمة وتمسكت بهذا الرأي رغم كل حملات التشويه المدبرة التي تعرضت لها. وبالفعل حصل ما نبهت إليه، لكن ذلك لم يمنعني من الالتحام معه مجددا للدفاع عن استقلالية نقابتنا ونجحنا في إسقاط الانقلاب الذي تسلط عليها. وفي كل الأوقات بجلته على نفسي ولم أعتبر نفسي زعيما بل جنديا في خدمة صاحبة الجلالة.


  1. حضر لطفي الحجي ممثل الجزيرة المؤتمر وشن هجوما ساحقا على زياد الهاني وقائمته مؤكدا أنك حليف قوى ما قبل 14 جانفي. ما دواعي ذلك؟


كل زملائي يعرفون مواقفي قبل 14 جانفي وكانوا معي يوم 10 جانفي 2011 وأنا أعلن باسمهم من شرفة نقابتنا الإضراب العام تضامنا مع تحركات شعبنا وانخراطنا في ثورته المباركة. ورغم كل محاولات الإرباك والتشكيك الخسيسة والضربات الوضيعة التي تعرضت لها، حظيت بثقة زملائي وحققت نتيجة متميزة رغم انسحاب عشرات الصحفيين احتجاجا على الانحدار الذي شهده مستوى المؤتمر أحيانا وحملات الترهيب التي أشاعها البعض. وهو أفضل جواب على المشككين الذين سفّه الصحفيون أحلامهم، وخاصة منهم الذين يحاولون الظهور بمظهر الأبطال وهم الذين أهدوا الريشة الذهبية لبن علي وحصلوا على المقابل الشخصي. لهؤلاء نقول ذاكرتنا ليست قصيرة وسعة صدرنا وتسامحنا ليس ضعفا كما يتوهمون.


  1. أفرزت نتائج المؤتمر تركيبة غيبت الجهات والتلفزة الوطنية. ما هي العواقب التي يمكن أن تنجر عن مثل هذا التغييب؟


الجهات ممثلة في شخص الزميل محمد بشير شكاكو من إذاعة المنستير، ولو نسقت في ما بينها لكان حضورها في المكتب التنفيذي أكبر. غياب التلفزة مشكل حقيقي علينا إيجاد الصيغ الكفيلة بالحد من تأثيره. المهم أن نعمل معا بروح الفريق الواحد من أجل المهنة كلها.


mercredi 15 juin 2011

حركة الشعب الوحدوية التقدمية في سليانة : مهرجان احتفالي لتكريم المناضلين القوميين والشهداء



حركة الشعب الوحدوية التقدمية في سليانة

مهرجان احتفالي لتكريم المناضلين القوميين والشهداء

نظمت حركة الشعب الوحدوية التقدمية مهرجانا احتفاليا في دار الثقافة أحمد بن أبي الضياف بسليانة تولت خلاله تكريم عدد من الشهداء والمناضلين القوميين من أبناء الجهة. الاحتفاء الأبرز كان بالاستاذ عبد الرحمان الهاني الذي سبق له تحدي الرئيس المخلوع في مناسبتين الأولى خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 1989 مع الناشر والمناضل اليساري عزالدين الحزقي والثانية خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 1994 مع المنصف المرزوقي والتي كلفته السجن والاضطهاد ومصادرة منزله في قرطاج الرئاسة بصورة غير قانونية وتدمير عمله كمحام، كما شمل التكريم الاستاذ بلقاسم الدريدي المناضل القومي المعروف ورفيق القائد الطاهر الأسود قائد جيش تحرير تونس الذي قاوم الاحتلال الفرنسي وصولا للاستقلال.
عديد الشهداء تم تكريمهم بالمناسبة وفي مقدمتهم عائلة العقيد الشهيد الطاهر العياري التي تسلمت كباقي المكرمين درع الشهيد صالح بن يوسف.
المهرجان الاحتفالي الذي صاحبته الموسيقى الملتزمة أشرف عليه عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة الشعب الوحدوية التقدمية يتقدمهم العميد بشير الصيد منسق الحركة والأستاذ خالد الكريشي الناطق الرسمي باسمها.
لحظات مؤثرة تلك التي جمعت أجيال المناضلين القوميين في تونس تأكيدا منهم على التواصل واستمرارية النضال من أجل تحقيق الوحدة العربية. وكان العميد بشير الصيد والأستاذ عبد الرحمان الهاني قد أسسا معا التجمع القومي العربي في 11 ماي 1981 ليدخلا بالحركة القومية في تونس قبل أكثر من 30 سنة معترك العمل السياسي العلني بعد عقود من الاضطهاد والاستبداد.

زياد الفيتوري

الصورة: الأستاذ عبد الرحمان الهاني يتوسط العميد بشير الصيد والأستاذ خالد الكريشي

المصدر: جريدة "الصحافة" الصادرة يوم الأربعاء 15 جوان 2011

vendredi 10 juin 2011

مراد علاّلة : بعد «النساء الديمقراطيات» و«الصحافيين»، آن للرابطة أن تنعم بعقد مؤتمرها...!؟



رأي

بعد «النساء الديمقراطيات» والصحافيين

آن للرابطة أن تنعم بعقد مؤتمرها...!؟

بقلم: مراد علاّلة



ظهر الحق، وزهق الباطل. سقط بن علي ووزراءه ومستشاروه الذين «غلّطوه» بحق الوطن والوطنيين... اللهم لا شماتة. عمر الوطن أطول من جلاديه. عمر الوطنيين أيضا أهم وأنقى وأجدى للوطن من الجلادين والمستبدين والفاسدين...
لقد تنفست تونس الصعداء يوم 14 جانفي 2011 بقطع النظر عن مسار الثورة اليوم وإشكالاته.
تنفست جميع الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية والقطاعات المهنية. انزاحت الكربة أمام الأحزاب السياسية والراغبين في العمل السياسي. انفرجت أوضاع تنظيمات المجتمع المدني وانقشعت الغيوم المتلبدة في سماء الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والحكومية و«غير الحكومية الحكومية» (ONGOG) على حد السواء...
وانبرت في هذا العهد الجديد الكثير من الأحزاب الناشئة لعقد مؤتمراتها التأسيسية مثلما عقدت أخرى مؤتمرات «تصحيحية» وترتيبية...
أما بخصوص المجتمع المدني وبقية الفاعلين الاجتماعيين، فقد أعلنت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل جديتها في عقد مؤتمر المنظمة في موعده سنة 2012 دون المس بالفصل العاشر، فصل عدم التمديد للقيادة الراهنة...
كما انتفض منظورو اتحاد «الأعراف» واتحاد «الفلاحين» و«المرأة» و«المكفوفين» و«المستهلكين» وحتى «أمهات تونس»...
وسمحت نسائم الحرية بتأسيس عشرات الجمعيات الجديدة على أيدي وافدين جدد على ما يسمى بمجال النشاط الأهلي وكذلك على أيدي قيادات خرجت من عباءة الجمعيات القديمة دون ان تظفر بفرصة «الزعامة» فيها تماما كما حصل في الكثير من الأحزاب...
وانسحب الحراك أيضا على القضاة، فأسسوا الى جانب جمعيتهم، نقابة وأسس الأمن نقابة أيضا. واكتفى المحامون بمؤتمر «لشبابهم» وأوفى الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية والنساء الديمقراطيات لتقاليدهما في عقد المؤتمرات الدورية. ونفس الشيء فعله الصحافيون الذين خرجوا من حاجز «الشرعية» و«الانقلاب» ومعادلات الاقلية والاغلبية وانجزوا مؤتمرا «ديمقراطيا» اخر ينضاف الى رصيدهم الثري علما وانه لا احد كان ليجبر قيادة النقابة الوطنية للصحافيين قبل 5 جوان على عدم تمديد وتأبيد «شرعيتها ومشروعيتها» بالبقاء على رأس الهيكل المهني لعموم الصحافيين الى ما بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وانتظار نتائجه وتداعياته..
هي سنّة التداول و«التجاوز» التي حفزت البعض خلال مؤتمر النقابة لرفع البعض على الاعناق «انتصارا لحرية الصحافة وكرامة الصحافيين»!...
وهي شروط الثورة ربما ومتطلباتها بعيدا عن شماعات ونزاعات التحديات الموضوعية والخارجية...
هي سنّة لن تقفز عليها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان أعرق المنظمات في افريقيا والعالم العربي.
لقد تضاعفت في تقديرنا مهام الرابطة بعد الثورة ومن المفروض ان يتحول اهتمامها وجهدها من «نضال من أجل الوجود» ومن اجل مجابهة محاولات التصفية من قبل النظام الدكتاتوري الى منظمة جماهيرية، علنية متجذرة في ربوع الوطن ، منفتحة على كل الطاقات الخلاقة فيه، ترصد الانتهاكات والتجاوزات وتتدخل لمعالجة الاخلالات، تربي على حقوق الانسان وتثقف العامة على قيمها ومبادئها السامية، تقيّم القوانين القديمة والجديدة، تقترح نصوصا متلائمة مع المعايير الدولية وتراقب تنفيذ تعهدات بلادنا في هذا الباب...
انها مهام واسعة ودقيقة تستوجب الكثير من الموارد البشرية والمادية.
وللأسف، تحول حالة الاستثناء التي عاشتها الرابطة التونسية عن حقوق الانسان وفروعها على امتداد عقد من الزمن (مؤتمر 2000 الى اليوم) دون الاضطلاع بهذه المهام على الوجه الأكمل، أضف الى ذلك، اختيار عدد من «القادة»، العمل السياسي العلني وحتى تأسيس الأحزاب أو الانضمام اليها، وهو اختيار جريء وصائب وشجاع ومسؤول يميز بين العمل الجمعياتي والعمل السياسي.. كما أن بعض القادة اختاروا التحليل «الأكاديمي» و «السياسي» و «الإعلامي» وهي للحقيقة أيضا مهام ضرورية و مطلوبة بعد الثورة...
لكل ما تقدم، نشدّ على أيدي الاستاذ مختار الطريفي، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، كما عهدنا هو، لنعلن أنه آن الأوان لعقد المؤتمر الوطني السادس لمنظمتنا العريقة، بعبق الثورة وأريج انتصارها ووصايا شهدائها قطعا مع الاستبداد والظلم والقهر والانتهاكات بشتى أشكالها وأرهاط مرتكبيها مهما كانت مواقعهم واحتراما لسنن التداول.

جريدة الصحافة 8 جوان 2011
صفحة 3


mercredi 8 juin 2011

افتتاحية جريدة "الصحافة" : هل ينتصر الصحفيون للديمقراطية؟


هل ينتصر الصحفيون للديمقراطية؟

بقلم خليل الرقيق


ككلّ محافلنا الساخنة المليئة بالتناقضات، عشنا كصحفيين مؤتمرا صاخبا ترك في بعض أنفسنا أجمل الانطباعات وفي بعضها الاخر كمّا من الاستفهامات.
لنبدأ بالأجمل، فهو الذي نتوق اليه في مرحلتنا الجديدة: أولا النقيب السابق السيد ناجي البغوري ابن جريدة «الصحافة» ترك المشعل لغيره ورسخ بذلك مبدأ التداول على المسؤولية، وهي حركة لا بد أن يقرأها جيدا من ظلوا على رأس المسؤولية الأولى في النقابات والمنظمات لعقود طويلة دون ان يفكروا للحظة في مغادرة المنصب احتراما للديمقراطية.
ثانيا: الزميل زياد الهاني ابن جريدة «الصحافة» وعضو المكتب الجديد المنتخب من المؤتمر، نجح في محاصرة الأحقاد وتفانى في تجميع ما فرقه الدهر من شتات زملائه الصحفيين، فنال ثقتهم من جديد رغم كل ما فعلته كواليس «الحساب العسير» لمجموعات «الطهرية الثورية»...
هناك فعلا مشاهد تحفظها الذاكرة لأول مؤتمر بعد الثورة، مشاهد لشخصيات تحلّت بالمسؤولية وبرجاحة العقل والمنطق وبرفعة الأخلاق وبقيمة التسامح التي لا يجب ان تغيب عن الذين كرسوا حياتهم لمهنة لا تعيش الا داخل التنوع والاختلاف.
غير ان في الذاكرة ذاتها مشاهد كم نتمنى أن يلفها النسيان، كأن يخطب زميل في الناس بعقلية من انتصر في غزوة ملحمية فأطرد الكفار من ديار الاسلام فقابله البعض بالتصفيق!! كم نتمنى ان نمتلك من الرقي ما يجعلنا نربأ عن الخطاب السلبي وكم نتمنى أيضا أن يمرّ حدث المؤتمر وينسى الناس ان 81 صحفيا بالتمام والكمال، تركوا داخل صندوق الاقتراع أوراقا ملغاة،المهم الآن ان مؤتمرنا الصاخب أفصح عن أسراره الدفينة، ومن حق الديمقراطية علينا ان نقبل بنتائجه ونعمل مع قيادته المنتخبة على تأمين مرحلة الانتقال الاعلامي الديمقراطي.
في لحظة مأساوية غنى مارسال خليفة «في الأفق عصافير معادية.. في الأفق طيور سود..» لكنه أنشد ايضا في لحظة تفاؤل ثوري «سأغني للفرح»، فأي أغنية سيختار الصحفيون في مرحلتهم الجديدة؟.

افتتاحية جريدة "الصحافة" ليوم الثلاثاء 7 جوان 2011