نبّهت ناجي البغوري مرارا إلى أن سياسته ستقودنا إلى أزمة
* غياب التلفزة عن النقابة مشكل حقيقي علينا حلّه
أجرى الحوار: الحبيب الحمدوني
زياد الهاني واحد من أكثر الصحفيين مشاكسة وإثارة للجدل. لم يغب عن المحطات الحاسمة التي شهدتها جمعية الصحفيين ثم النقابة. تحمّل المسؤولية في كلتيهما، أعيد انتخابه في المؤتمر الأخير للنقابة. التقته «الحقيقة» وكان لها معه الحوار الخاطف التالي:
كنت حليفا لناجي البغوري ثم تباعدتما ثم عدتما إلى حلف واحد. وبانعقاد المؤتمر الأخير افترقتما مجددا وتحولت العلاقة بينكما من الاختلاف إلى العدوانية. هل من تفسير لهذا الأمر؟
أنا وناجي البغوري اجتمعنا للدفاع عن نفس المبادئ والقيم. خضنا معا معارك من أجل إعلاء راية الحرية والدفاع عن استقلالية منظمتنا المهنية وكرامة الصحفيين وحقوقهم. لكننا اختلفنا في المنهج في لحظات حاسمة لم تحتمل التردد. بعد تقريرنا الثلاثي حول الحريات الصحفية في 2005 مع زميلنا محسن عبد الرحمان، أصر على أن ننسحب من الجمعية لكننا رفضنا التخلي عنها وحققنا بعدها انجازات هامة. عندما بعثنا النقابة اعترض على تأسيسها وهاجم الصحفيين الذين انخرطوا في مشروعها لكنه عاد إليها ليصبح أول رئيس لها. في 2008 نبهته إلى أن السياسة التي توخاها ستقودنا إلى أزمة وتمسكت بهذا الرأي رغم كل حملات التشويه المدبرة التي تعرضت لها. وبالفعل حصل ما نبهت إليه، لكن ذلك لم يمنعني من الالتحام معه مجددا للدفاع عن استقلالية نقابتنا ونجحنا في إسقاط الانقلاب الذي تسلط عليها. وفي كل الأوقات بجلته على نفسي ولم أعتبر نفسي زعيما بل جنديا في خدمة صاحبة الجلالة.
حضر لطفي الحجي ممثل الجزيرة المؤتمر وشن هجوما ساحقا على زياد الهاني وقائمته مؤكدا أنك حليف قوى ما قبل 14 جانفي. ما دواعي ذلك؟
كل زملائي يعرفون مواقفي قبل 14 جانفي وكانوا معي يوم 10 جانفي 2011 وأنا أعلن باسمهم من شرفة نقابتنا الإضراب العام تضامنا مع تحركات شعبنا وانخراطنا في ثورته المباركة. ورغم كل محاولات الإرباك والتشكيك الخسيسة والضربات الوضيعة التي تعرضت لها، حظيت بثقة زملائي وحققت نتيجة متميزة رغم انسحاب عشرات الصحفيين احتجاجا على الانحدار الذي شهده مستوى المؤتمر أحيانا وحملات الترهيب التي أشاعها البعض. وهو أفضل جواب على المشككين الذين سفّه الصحفيون أحلامهم، وخاصة منهم الذين يحاولون الظهور بمظهر الأبطال وهم الذين أهدوا الريشة الذهبية لبن علي وحصلوا على المقابل الشخصي. لهؤلاء نقول ذاكرتنا ليست قصيرة وسعة صدرنا وتسامحنا ليس ضعفا كما يتوهمون.
أفرزت نتائج المؤتمر تركيبة غيبت الجهات والتلفزة الوطنية. ما هي العواقب التي يمكن أن تنجر عن مثل هذا التغييب؟
الجهات ممثلة في شخص الزميل محمد بشير شكاكو من إذاعة المنستير، ولو نسقت في ما بينها لكان حضورها في المكتب التنفيذي أكبر. غياب التلفزة مشكل حقيقي علينا إيجاد الصيغ الكفيلة بالحد من تأثيره. المهم أن نعمل معا بروح الفريق الواحد من أجل المهنة كلها.