mercredi 8 juin 2011

افتتاحية جريدة "الصحافة" : هل ينتصر الصحفيون للديمقراطية؟


هل ينتصر الصحفيون للديمقراطية؟

بقلم خليل الرقيق


ككلّ محافلنا الساخنة المليئة بالتناقضات، عشنا كصحفيين مؤتمرا صاخبا ترك في بعض أنفسنا أجمل الانطباعات وفي بعضها الاخر كمّا من الاستفهامات.
لنبدأ بالأجمل، فهو الذي نتوق اليه في مرحلتنا الجديدة: أولا النقيب السابق السيد ناجي البغوري ابن جريدة «الصحافة» ترك المشعل لغيره ورسخ بذلك مبدأ التداول على المسؤولية، وهي حركة لا بد أن يقرأها جيدا من ظلوا على رأس المسؤولية الأولى في النقابات والمنظمات لعقود طويلة دون ان يفكروا للحظة في مغادرة المنصب احتراما للديمقراطية.
ثانيا: الزميل زياد الهاني ابن جريدة «الصحافة» وعضو المكتب الجديد المنتخب من المؤتمر، نجح في محاصرة الأحقاد وتفانى في تجميع ما فرقه الدهر من شتات زملائه الصحفيين، فنال ثقتهم من جديد رغم كل ما فعلته كواليس «الحساب العسير» لمجموعات «الطهرية الثورية»...
هناك فعلا مشاهد تحفظها الذاكرة لأول مؤتمر بعد الثورة، مشاهد لشخصيات تحلّت بالمسؤولية وبرجاحة العقل والمنطق وبرفعة الأخلاق وبقيمة التسامح التي لا يجب ان تغيب عن الذين كرسوا حياتهم لمهنة لا تعيش الا داخل التنوع والاختلاف.
غير ان في الذاكرة ذاتها مشاهد كم نتمنى أن يلفها النسيان، كأن يخطب زميل في الناس بعقلية من انتصر في غزوة ملحمية فأطرد الكفار من ديار الاسلام فقابله البعض بالتصفيق!! كم نتمنى ان نمتلك من الرقي ما يجعلنا نربأ عن الخطاب السلبي وكم نتمنى أيضا أن يمرّ حدث المؤتمر وينسى الناس ان 81 صحفيا بالتمام والكمال، تركوا داخل صندوق الاقتراع أوراقا ملغاة،المهم الآن ان مؤتمرنا الصاخب أفصح عن أسراره الدفينة، ومن حق الديمقراطية علينا ان نقبل بنتائجه ونعمل مع قيادته المنتخبة على تأمين مرحلة الانتقال الاعلامي الديمقراطي.
في لحظة مأساوية غنى مارسال خليفة «في الأفق عصافير معادية.. في الأفق طيور سود..» لكنه أنشد ايضا في لحظة تفاؤل ثوري «سأغني للفرح»، فأي أغنية سيختار الصحفيون في مرحلتهم الجديدة؟.

افتتاحية جريدة "الصحافة" ليوم الثلاثاء 7 جوان 2011