lundi 10 mai 2010

الصحفيون والعاملون في جريدة "الصحافة" يردّون على تقرير 3 ماي الذي أصدرته الهيئة الانقلابية على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين


وجّـه 41 عاملا بجريدة "الصحافة" من ضمنهم 21 صحفيّـة وصحفيّـا عريضة إلى رئيس الهيئة المنبثقة عن مؤتمر 15 أوت 2009 الانقلابي على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ردّا على التقرير الذي أصدرته في 3 ماي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، هذا نصها


إلى النقابة الوطنية للصحفيين التونسيّين

بيـــان توضيحـــي

أتى في التقرير السنوي حول واقع الحريات الصحفية الذي أصدرته النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أنّ "جريدة الصحافة تمثّل بشكلها الحالي عبئا لا يستهان به يهدّد التوازنات المالية للمؤسسة وذلك دون أن يقدم أي أدلة موضوعية.

إننا نستغرب من هذا الحكم لعدّة أسباب، أوّلها أنه صادر من نقابة كان من المفروض أن تدافع عن الصحفيين والعاملين بالمؤسسة وعن حقّهم في العمل وفي استمراريته في ظروف ملائمة، وهي بهذا الموقف تبرز في وضعية الدافع والداعي إلى التخلّص من هذا "العبء" بأي شكل من الأشكال حتى لا يهدّد التوازنات المالية للمؤسسة، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن الدور الحقيقي للنقابة إن كان الدفاع عن مصالح الصحفيين والعاملين بالمؤسسة وعن حقّهم في العمل ؟ أم التحريض والافتراء بهدف قطع مورد رزقهم ورزق أسرهم؟

فلتعلم النقابة أن العبء الحقيقي الذي تمثله جريدة الصحافة على التوازنات المالية للمؤسسة هو أنها مستمرّة في دفع أجور وامتيازات عدد هائل من الذين غادروها منذ عدّة سنوات والتحقوا بمؤسسات وهياكل أخرى، وعلى رأسهم امتيازات السيد رئيس النقابة الذي مازال يتقاضاها من التوازنات المالية لجريدة الصحافة.

فهل تعلم النقابة أن جريدة الصحافة تضم ثلة هامة من خيرة الأقلام الصحفية ومنهم عدد هائل من المبدعين في شتى المجالات يعملون في ظروف مهنية صعبة نظرا لعدم توفّر آليات العمل ومنها بالخصوص التجهيزات المكتبية من مقاعد ومكاتب وحواسيب وخزائن لحفظ ملفاتهم وممارسة مهامهم في أفضل الظروف ؟؟

وهل تعلم النقابة أن صحفيي الصحافة يواجهون صعوبات كبيرة في التنقل نظرا لعدم تخصيص المؤسسة لسيارات خاصة بالصحفيين رغم أنها تزخر بالسيارات الإدارية ورغم أنها تقتني سنويا سيارات لإطارات الإدارة، في حين يظل الصحفيون يتنقلون إلى الآن في شاحنات توزيع الصحف بما أثقل كاهلها من غبار وأوساخ والتي قد تتوفر أحيانا وقد لا تتوفر فيضطرّ الصحفي للتنقل على حسابه الخاص وفي ظروف عسيرة؟؟؟

هل دافعت النقابة عن ضرورة توفير ظروف وآليات عمل تليق بالصحفيين وبالعاملين بالمؤسسة أم أن دورها أصبح الحديث عن التوازنات المالية للمؤسسة التي لا علاقة لها بهؤلاء باعتبارهم يؤدون واجباتهم المهنية على أفضل وجه، وباعتبار أن وضعية جريدة الصحافة ليست منفصلة عن وضعية المؤسسة بما تواجهه من اختلاسات وفساد مالي مازال ينخر بنيانها ؟؟ إننا نأسف أن يصدر هذا الموقف من نقابة مازالت تتعثّر لكسب ثقة الصحفيين وضمان التفافهم حولها. ونأسف أيضا أن تمثّل النقابة بوقا لترديد افتراءات تضرّ بمصالح الصحفيين وبقية العاملين بالمؤسسة.

كما نستغرب ما جاء بخصوص كون مؤسسة "سنيب" من أفضل المؤسسات من حيث الوضع المادي لغالبية الصحفيين العاملين بها. فلتعلم النقابة أنّ هناك مؤسسات إعلامية عمومية تفوق مؤسستنا من حيث الامتيازات المادية للصحفيّينٍ كما أن صحفيّي مؤسسة سنيب ليسوا أفضل من غيرهم في هذا الجانب باعتبارهم لا يتقاضون أكثر ممّا تنصّ عليه القوانين المعمول بها في هذا المجال ، كما أن الغالبية من الصحفيين الذين تتحدّث عنهم النقابة يعيشون ظروفا مادية صعبة باعتبارهم مرتبطين بقروض شخصية وسكنية وقروض سيارات تجعلهم لن يتمتّعوا بمرتّباتهم كاملة إلا بعد الإحالة على التقاعد.

كما أتى في نفس التقرير، أن النقابة قد تولّت "التدخل بصورة فورية لإرجاع زميلين أوقفا عن العمل في جريدة الصحافة بحجّة انتهاء عقد العمل" وإذ نستنكر هذا الافتراء، فإننا نفيد النقابة بأن التفاف كافة الزملاء حول الزميلين المعنيين باعتبارهما صاحبي حقّ نظرا لعدديهما المهنيين المتميّزين ولانضباطهما، ولعدم وجود أي موانع مهنية أو قانونية أو أخلاقية قد تحول دون انتدابهما هو ما أدى إلى تسوية وضعيتهما.

ولتعلم النقابة أن اجتماع الزملاء في نفس اليوم بالرئيس المدير العام للمؤسسة ومناقشة وضعية الزميلين فوريا، هو ما جعل الزميلين يستمران في عملهما دون انقطاع أو عودة " بتدخّل مزعوم من النقابة".

كما نتساءل عمّا فعلته النقابة لصالح الزملاء الذين تسمّـيهم في تقريرها " بالصحفيين الشبان الناشطين منذ سنوات بصفة متعاون خارجي والذين يعيشون وضعيات مهنية هشّة" ؟؟ ونحن نراها تعرب عن ارتياحها لتوخي طريقة المناظرة لانتداب صحافيين وتؤكد على حسن إدارتها متغافلة عن أنه كان من الأولى تسوية وضعية هؤلاء قبل اللجوء إلى المناظرة التي كنّا سنسعد بها جميعا لو سوّيت وضعية هؤلاء قبل ذلك.

فهل تساءلت النقابة عن مصير هؤلاء الخريجين من معهد الصحافة وعلوم الإخبار الذين تعتمدهم الجريدة يوميا ومنذ سنوات ؟؟ هل تعلم النقابة بوضعية هؤلاء الذين يعيشون ظروفا مهنية ومادية ونفسية صعبة بعيدا عن أسرهم على أمل الاستقرار والانتداب ؟؟؟ هل تعلم النقابة مستوى الألم الذي أصابهم وهم يتابعون انتداب شبان آخرين عن طريق المناظرة.

وفي نفس الصفحة 17 من التقرير نوّهت النقابة بتشريكها في اجتماعات اللجنة الاجتماعية للمؤسسة، وإذ نستغرب من عبارة "اجتماعات" باعتبار أن هذه اللجنة قد عقدت اجتماعا واحدا إلى حدّ الآن، فإننا نتساءل عن المكسب الذي حققته لنا النقابة من خلال تشريكها في هذه اللجنة.

أخيرا نرجو أن تستفيق النقابة من غفوتها وتنتبه إلى أن كسب الصحفيين لا يتم بالافتراء وباختلاق البطولات الوهمية بل بالدفاع عن مصالحهم وحقوقهم من خلال العمل الصادق.



ملاحظة: بين أيديكم النسخة 60 من مدونة "صحفي تونسي"، بعد أن قام الرقيب بحجب النسخة السابقة بعد نشر تدوينة بعنوان

إثر كلمة أوباما حول سجن الصحفيين: "عمّـار 404" يقصف موقعا للقيادة الأمريكية الإفريقية