jeudi 6 mai 2010

في عريضة زياد الهاني الموجهة إلى رئيس الدولة يوم 3 ماي: الدفاع عن حقوقي كمواطن جزء من دفاعي عن بلادي


الحمد للّه وحده

قرطاج في 3 ماي 2010

سيادة الرئيس زين العابدين بن علي المحترم

دام حفظه

العارض : زياد الهاني، صحفي

12 شارع الهادي شاكر - قرطاج 2016

سيّـدي الرئيس

قدمت صباح هذا اليوم إلى قصركم بقرطاج الذي يرمز إلى سيادة الشعب التونسي الحرّ المستقل بعد أن بلغت المضايقات التي أتعرض لها مدى لا يطاق، إذ شملتني وأهلي وخاصة بناتي الصغيرات.

سيّـدي الرئيس

تقدّمت يوم 18 أفريل الفارط بإعلام إلى وزارة الداخلية حسب الصيغ القانونية لممارسة حقي الدستوري في التظاهر السلمي اليوم أمام مقر وزارة الاتصال للمطالبة بتعزيز حريّـة الإعلام. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مستهدفا بالملاحقات البوليسية في عملي. وبلغ الأمر حد تهديدي بالقتل وهو ما دفعني للتظلم لدى السيد وكيل الجمهورية الذي لم ألق منه لحدّ الآن أي رد. وفي حدود الساعة الحادية عشر والنصف من مساء أمس قامت أعداد غفيرة من قوات الأمن بالزي المدني بمحاصرة مسكني والتحرك المكثف في النهج الضيق الذي أسكن فيه ممّـا أدخل الرعب على زوجتي وبناتي الثلاث. وصباح هذا اليوم عندما خرجت لاصطحابهن إلى مدارسهن أثارت التحركات الأمنية في الخارج رعبهن وخاصة الصغيرتان. وأنتم لكم أطفال ولا أظنكم تقبلون بترهيبهم تحت أيّ ظرف من الظروف. ثم قامت سيارة 405 رقم تسلسلها 1320 تونس 77 ودراجة نارية يركبها شخصان بملاحقتي طول الطريق، مما اضطرني للالتجاء إليكم لرفع الأمر إليكم. ورغم دخولي في حمى قصركم إلاّ أنهم ظلّـوا يترصدوني أمامه دون مراعاة لأيّـة حرمة.

سيّـدي الرئيس

هذه الدولة دولتي، ويفترض فيكم باعتباركم رأسها حماية حقوقي كمواطن. لذلك ألجأ إليكم راجيا تفضلكم بالتدخل لوقف الملاحقات والمضايقات التي تستهدفني وأسرتي. فإذا كنت غير قادر على ممارسة حقي الدستوري، الذي ضحّـت من أجله أجيال من التونسيين، في التعبير بحرية والتظاهر السلمي وتكوين الجمعيات في بلدي، فأين سأمارس هذا الحق؟

أنا يا سيادة الرئيس من طلع هذه الأرض سأموت فيها ولن أغادرها ما حييت. لذلك أتمسك بأن أحيا في بلادي محفوظ الكرامة والحقوق. وألتمس دعمكم في منع تجريدي من هذه الحقوق.

أنا يا سيادة الرئيس ضابط احتياط في جيشنا الوطني (6092/ض) وأعتبر أن الدفاع عن حقوقي كمواطن جزء من دفاعي عن بلادي.

وتفضلوا سيّـدي الرئيس ختاما بقبول فائق التحيّـة والتّـقدير.

المواطن الصّـحفي زياد الهاني