mardi 12 janvier 2010

في الذكرى الثامنة والأربعين لبعث "الرابطة التونسية للصحافة" والثانية لانعقاد مؤتمر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين : تمسّـك بالثوابت.. وبالوحدة




النقابة الوطنية للصحفيّـين التونسيّـين


تونس في 13 جانفي 2010


بيـــان



تحـلّ الذكرى الثامنة والأربعين لبعث أول منظمة مهنية للصحفيين التونسيين، والذكرى الثانية لانعقاد المؤتمر التاريخي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في 13 جانفي 2008؛ والصحفيون التونسيون يخوضون باستبسال معركة الاستقلالية والتصدي لآثار مؤتمر 15 أوت 2009 الانقلابي الذي تسلط على نقابتهم.

لقد عرف الصحفيون التونسيون خلال مسيرتهم النضالية الطويلة منذ بعث "الرابطة التونسية للصحافة" في 14 جانفي 1962 كيف يتغلبون على لحظات الانكسار ويخرجون موحدين من الأزمات التي عصفت بمنظمتهم المهنية، ويتصدون لمحاولات السطو والهيمنة عليها. وذلك من خلال التمسك بثوابت المهنة وفي مقدمتها روح الاستقلالية والتحرر التي تسكن كلّ صحفي. ومثل ما تمكنوا بقيادة الزميلة الرئيسة رشيدة النيفر من استرجاع "جمعية الصحفيين التونسيين" التي تم الانقلاب عليها بسبب تمسكها بالدفاع عن القيادة الشرعية للاتحاد العام التونسي للشغل خلال أزمة 18 جانفي 1978، فهم واثقون اليوم من قدرتهم على طيّ صفحة الانقلاب على نقابتهم واستعادتها لتلعب دورها الطبيعي في الدفاع عن مصالحهم المادية والمعنوية وعن قضايا مهنتهم، وفي مقدمتها حرية الإعلام التي تعتبر المحرك الحقيقي لتنمية بلادنا والمدخل الفعلي لممارسة الحريات الأساسية والعامة.

زميلاتنا، زملاءنا الأفاضل

تمسك المكتب التنفيذي لنقابتكم المناضلة منذ أن حصلت استقالة عضوه الرابع بالعمل على عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة للنقابة، في ظل الاحترام الكامل لقانونها الأساسي ونظامها الداخلي. لكن آلة الانقلاب المسندة من جهات رسمية عملت على قطع الطريق أمام عقد مؤتمر قانوني وديمقراطي، ونظمت بواسطة الترهيب والتزوير مؤتمرا غير قانوني سعت من خلاله إلى وضع يدها على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وتدجينها وإلحاقها بركب المنظمات التابعة.

ورغم مشاركة بعض زملائنا في هذا المؤتمر الانقلابي رغبة منهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقد كان واضحا منذ البداية بأن المستهدف لم يكن أشخاصا بعينهم في قيادة النقابة، ولكن القطاع برمته وإرادة الصحفيين في الاستقلالية. وجاءت التجاوزات والخروقات التي حصلت في المؤتمر الانقلابي لتؤكد ما ذهبنا إليه من أن الجهة المدبرة للانقلاب لن تفسح المجال أمام أيّ نفس تحرري، ولن تقبل بوجود طرف جدي قادر على الدفاع بقوة واقتدار عن مصالح الصحفيين. وعجزت المجموعة التي أفرزها ذلك المؤتمر عن الإيفاء بوعودها وتحقيق أدنى مكسب للصحفيين، وأكد بيان العجز الذي أصدرته بتاريخ 5 جانفي 2010 حول عدم تسوية الوضعيات في الإذاعة والتلفزة هذا الواقع الأليم. وفي ظل تهميش النقابة تعمقت معاناة الكثيرين من الصحفيات والصحفيين وخاصة الشبان منهم في عديد المؤسسات العمومية والخاصة، وأساسا في مؤسستي الإذاعة والتلفزة التي بلغ فيهما الازدراء بهم حدّ التراخي في تطبيق قرار سابق صادر عن رئيس الدولة بتسوية وضعياتهم.


زميلاتنا، زملاءنا الأفاضل

لم يرفع المكتب التنفيذي لنقابتكم راية الخضوع والتسليم للانقلاب، بل دافع على الشرعية باعتبارها عنوانا لكرامة المهنة ومن منطلق الحفاظ على الأمانة التي حملتوه إيّـاها. وأكد لكل من يهمه الأمر بأن الصحفيين التونسيين هم الرقم الصعب الذي لا يمكن الاستهانة به. فلجأنا للقضاء لإبطال مؤتمر 15 أوت الانقلابي نظرا للخروقات القانونية الفاضحة والبيّـنة التي شابته. وهنالك جلسة قادمة معينة لنظر هذه القضية بتاريخ 25 جانفي الجاري بالمحكمة الابتدائية بتونس.

وأمام العجز عن كسر إرادة الصحفيين الذين استماتوا في الدفاع عن رمزية مقر النقابة، فلقد تمّـت عملية الاستيلاء عليه من قبل عناصر الشرطة السياسية التي سلمته إلى مجموعة مقدوح في شرعيتها، قبل ساعات من الإعلام بالحكم الصادر لفائدتهم!؟
ورغم هذا الواقع المفروض، واصل المكتب التنفيذي تحمل مسؤوليته في الدفاع عن المهنة وعن استقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وحقها في عقد مؤتمرها القانوني دون وصاية. وحظي في تحركاته بدعم منظمات المجتمع المدني المستقل والأحزاب الوطنية والمنظمات المهنية الدولية التي تعامل معها جميعا باستقلالية وعلى نفس المسافة خدمة لمصالح المهنة.

ونعبّـر بهذه المناسبة عن ترحيبنا بالدعوة التي أطلقها عدد من الزميلات والزملاء الأجلاّء لتوحيد الصفوف وعقد مؤتمر موحّـد لنقابتنا، بما يقوّيها ويخدم مصالح الصحفيين التونسيين. واضعين في اعتبارنا أن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تبقى هدفا مرحليا على طريق هدفنا الاستراتيجي كصحفيين في بعث اتحادنا "اتحاد الصحفيين التونسيين".

ويتقدم المكتب التنفيذي للنقابة بهذه المناسبة بالتحية والتقدير لكل أجيال الصحفيين الذين ساهموا بنضالاتهم في إعلاء راية حرية الصحافة وشأن الصحفيين وبناء تنظيمهم المهني. كما يترحم على أرواح الزميلات والزملاء الذين غادرونا، وينحني أمام ذكراهم بإجلال.

عاشت نضالات الصحفيين التونسيين..
عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرّة مستقلة مناضلة

عن المكتب التنفيذي
الرئيس

ناجي البغوري