mardi 12 janvier 2010

في العيد الثّاني لميلاد النقابة الوطنيّة للصّحفيين التونسيّين : وحدة الصّف والإستقلالية هي معركة الصّحفيّين الحقيقيّة


كتب الزميل محمود العروسي في مدونته "قمّــورتي

يصادف يوم 13 جانفي 2010 عيد الميلاد الثّاني للنّقابة الوطنيّة للصّحفيين التّونسيين، وكم كنّا نتمنّى لو كنّا مجتمعين معا في هذه المناسبة، نتبادل التّهاني بتحقيق هذا المكسب الّذي ناضلت من أجله عدّة أجيال، نحن مدينون لهم. وهذا الدّين لن يردّ إلاّ بوحدة الصّف والكلمة والموقف، وبقوّة الإرادة وسيادة القرار

كنّا نتمنّى لو أنّ أطرافا من خارج الجسم الصّحفي لم تعمل معولها، من أجل زعزعة الهيكل وشقّ الصفّ وتشتيته، وزرع الفتنة من أجل الفرقة وزرع العداء مكان المودّة. كنّا نتمنى لو أنّ البعض منّا حكّم العقل ونظر إلى مصالح القطاع، ولم ينظر إلى مصلحة خاصّة أو مصلحة لا تهمّ الصّحفيين. كنّا نتمنّى لو أنّ السّياسة والتّحزّب لم يقتحما هيكلنا، لنحافظ على الحياد والبقاء على مسافة واحدة من جميع الأطراف الحزبيّة، لا يربطنا بها سوى الإحترام، ويربطنا كصحفيين انتماؤنا لمهنتنا والبحث عن السّبل التي تطوّر وتحسّن أوضاعنا المهنيّة والإجتماعيّة، وألاّ يبقى البعض منّا فريسة تنهش من قبل من لا يريدون حرّية للصّحافة ولا يعترفون بحقوق الصّحفي ويدوسون على قوانين البلاد، دون رادع

إنّ المطلوب منّا الآن عدم الخوض في أطوار الأحداث الّتي أدّت إلى انقسام الصفّ، لأنّها أصبحت معلومة، بل علينا البحث عن حلّ يخرجنا من أزمة أضرّت بالجميع. ومن أجل الوصول إلى الحلّ، إذا كنّا نروم حقّا خدمة مصالح الصّحفيين، علينا أن نقدم تنازلات ونمدّ أيادينا إلى بعضنا البعض، وأن نتواصل عبر الحوار دون عقد أو تعقيدات، ونستمع إلى مختلف الآراء، وما يقرّره الصحفيون ينفّذ

إنّ تحقيق المكاسب وبلوغ الأهداف التي من أجلها بعث الهيكل، لا يمكن نيلها بالإنقسام والتشتّت، بل بقوّة الإتحاد، الّتي تجعل الهيكل قويّا ومتينا، وكلمته مسموعة، لا تسوّف

إنّ الوقت لم يفت بعد، لإصلاح الأخطاء التي لا يجب أن نخجل منها، بل أن نتعلّم منها كي لا تتكرّر. وتجاوز الأخطاء سيكون الصّخرة الصّلبة الّتي ترمّم الأسّ الذي تزعزع وتمتّن البناء وتحول دون انهياره، من أجل تحقيق المكاسب التي من أجلها بعثت النّقابة، والتي تدلّ عدّة أشياء على أنّها لم وقد لن تتمكّن من تحقيق أيّ إنجاز... ولعلّ آخر بيان أصدرته نقابة مؤتمر 15 أوت 2009 حول تسوية ملف المنعاونين بالإذاعة والتّلفزة، خير دليل على ما نقول. ومثل هذا التسويف والإلتفاف على القرارات، حتى تلك الصّادرة عن رئاسة الجمهورية، ليس بالأمر المستجد، بل هو حالة قائمة وتكاد تصبح أزليّة، وزاد في ترسيخها تشتّت الصّف الصّحفي وانقسامه

وإذا كانت حجّة البعض، إبّان تحرير عريضة سحب الثّقة أو جمع أربع استقالات، أنّ الدّافع إلى ذلك عدم تحقيق المكتب التنفيذي المنبثق عن المؤتمر التّأسيس لأيّة مكاسب بسبب دخوله في صدام مع السّلطة، ها إنّ الأيّام تكشف أنّ رفض مطالب الصّحفيّين لا علاقة له بالصّدام المزعوم. فالمسألة وما فيها تتمثّل في رفض وجود هذا الهيكل الّذي قد يتسبّب في الحرج لبعض الأطراف التي لا تريد ترك القطاع لأهله، وتحرص على وضع اليد عليه ليكون طوع بنانها، متى أرادت استغلال وجوده لقضاء نزوة. أمّا ما زاد على ذلك، فهو أمر مرفوض. وهي أطراف تريد أن يكون أيّ مكسب يتحقّق للصّحفيين، إنّما هو منّة وعطيّة وإحسانا، ولا نعتقد أنّ هناك من الصحفيّين من يقبل بهذا

إنّ الخاسر الوحيد من الفرقة القائمة هم الصّحفيون،باعتبار أنّ كلمتهم لن تكون مسموعة إذا كانوا عاجزين عن الفعل، وما داموا لا يشعرون بالإنتماء إلى نقابتهم والإرتباط بها والتي تكون بلا حول ولا قوّة دونهم. لهذا أصبح من أوكد الأولويات أن يجتمع الشّمل ويتّحد الصفّ ويلتفّ الجميع حول هيكلهم. وهذا الأمر لن يتحقّق إلاّ بقرار يتّخذه الصّحفيون بكلّ حرّية وديمقراطيّة، دون تدخّل من أيّ طرف مهما كان. والصّورة النّاصعة التي رسمها الصّحفيون يوم 13 جانفي 2008 ، يجب أن تعود كما كانت بعد أن شوّهت، بفعل فاعل من خارج الجسم الصّحفي

من أجل المصلحة المشتركة للصّحفيين، يجب أن نعيد الشّرعيّة للنّقابة من خلال الصّحفيين، وأكيد أنّ عقد جلسة عامّة لهذا الغرض، لا يهمّ من هو الطّرف الذي سيدعو إليها، سيجعل حل الأزمة سهلا ويسيرا وبسيطا، وسوف لن يكون هناك خاسر، والمقامات والكرامات ستبقى مصانة، لأنّ المسألة ليست معركة كراسي ومناصب، بل معركة حقوق مادّيّة ومعنويّة، يجب أن يتجنّد لها الصّحفيون جميعا. وعلى الجميع أن يتذكّروا أنّ التّاريخ سيسجّل، من عمل من أجل المهنة والنهوض بها، ومن دفعه هواه إلى مآرب أخرى

إنّ الصّحفيين يريدون نقابة تأتمر بالأهداف النّقابيّة التي بعثت من أجلها، لا بأوامر السّياسة، التي يجب أن تبقى شأنا يمارس بحرّية خارج النّقابة. إنّ الإستقلالية والحرّيّة، هي المعركة الحقيقيّة للصّحفيين التّونسيّين


عاش الصّحفيّون .. عاشت النّقابة الوطنيّة للصّحفيّين التونسيّين

http://kammourti.blogspot.com/2010/01/blog-post_11.html