samedi 5 mars 2011

المنعرج الأخير؟



المجلس الوطني التأسيسي لم يعد مجرد شعار يهتف به المتظاهرون وتناضل من أجله نخب البلاد رجالا ونساء، بل أصبح منجزا تاريخيا في طور التجسيد وفي دائرة النظر.

خطاب السيد فؤاد المبزع الرئيس المؤقت وضع خارطة طريق واضحة للوصول إلى هذا الهدف:

ـ تواصل للدولة ومنع وقوع فراغ دستوري من خلال اعتماد تنظيم وقتي للسلط العمومية مثلما حصل مباشرة إثر استقلال تونس.

ـ انتخاب مجلس وطني تأسيسي يوم 24 جويلية 2011 لصياغة دستور جديد للبلاد.

ـ إعداد نظام انتخابي خاص يكفل لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي أن تكون ديمقراطية وشفافة يصدر على أقصى تقدير قبل نهاية شهر مارس الجاري. على أن يبدأ الاعداد للانتخابات حال صدور الاحكام الانتخابية الجديدة.

وقد بدا الرئيس المؤقت واثقا من الالتفاف حول هذا البرنامج الذي حصل حوله «وفاق واسع بين مختلف الأطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني والمنظمات الوطنية» حسب قوله.

ومن الواضح أن «هيئة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي» التي اعلن عنها الأستاذ عياض بن عاشور أمس وهي منزلة بين منزلتي لجنة الاصلاح السياسي التي كان يرأسها ومجلس حماية الثورة الذي أثار جدلا حول أهدافه، ستكون هي الاطار السياسي والحاضن لعملية الانتقال الديمقراطي حسب البرنامج الذي أعلنه الرئيس المؤقت.

السند الدستوري الذي انبنى عليه هذا البرنامج لن يمر دون أن يثير نقاشا وجدلا بين خبراء القانون الدستوري، لكن المصالح العليا للبلاد تبقى فوق كل اعتبار وفوق كل الحسابات.

كما يتوقع أن يثار نقاش حول تركيبة «هيئة تحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي» خاصة في ما يتعلق بمكوّنها السياسي. وإذا استوعب مجلس حماية الثورة كل الفصائل السياسية التي انخرطت فيه بكل تلويناتها وانقساماتها، فلن يكون متيسرا إدماج كل هذه الاطراف التي ناهزت الستين حزبا وحركة وتيارا سياسيا وهي مرشحة لمزيد التمدد والتوالد في هيكل هام ومصيري سيكون مطالبا بالعمل بفعالية وبسرعة.

هل سيتمكن «الكبار» من ضبط «الصغار» وفرض قانون اللعبة الذي سيعيد للبلد استقراره ويرسو بسفينة الثورة على شاطئ الأمان? هل سيتخلى بعض الذين حلموا بالفراغ سبيلا يوصلهم إلى كراسي سلطة قد تكون بعيدة عن منالهم لو احتكموا لقواهم الذاتية ولحجمهم الانتخابي وحده عن أحلامهم?

هل سيتخلى الفرقاء السياسيون عن منطق الإقصاء لدخول المرحلة الحاسمة من السباق الانتخابي الموصل للمجلس الوطني التأسيسي بمنطلق أن تونس للجميع وبأنها قدر كل أبنائها؟

هذه بعض تحديات المرحلة الحاسمة التي نريدها أن تكون المنعرج الأخير نحو تونس الشعب والحرية...

قلبي على بلدي...

زياد الهاني

افتتاحية حريدة "الصحافة" ليوم الجمعة 4 مارس 2011