mercredi 29 février 2012

بعد أن قطع كل جسور التواصل معه المرزوقي مستعد لتمكين الرئيس السوري من اللجوء الى تونس!!؟


مجرد رأي


بعد أن قطع كل جسور التواصل معه

المرزوقي مستعد لتمكين الرئيس السوري من اللجوء الى تونس!!؟

بقلم: زياد الهاني

العرض الأخير الذي تقدم به الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي القاضي باستعداد تونس لاستضافة الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته في تونس وذلك في إطار الحوار الذي أجراه مع شقيقتنا «لابريس» وتنشره في عددها الصادر اليوم، هام وقيّم، لكنه جاء للأسف بعد فوات الأوان وتفويت الفرصة على بلادنا للعب دور أساسي وحاسم في حل الأزمة السورية!؟


لقد اختارت السلطة في تونس بأجنحتها المختلفة وكل حسب خلفيته، سياسة القطيعة مع النظام السوري والانخراط بوعي أو دونه في المخطط الدولي والإقليمي الرامي إلى الإطاحة به تمهيدا للقضاء على المقاومة وتمكين إسرائيل من بسط نفوذها الكامل والمطلق على المنطقة.


من الطبيعي جدا أن تنتفض تونس الثورة ومن منطلق مسؤوليتها الأخلاقية كحاضنة للثورة العربية من أجل الحرية والكرامة ومنطلق للربيع العربي ضد كل أشكال الاستبداد وتقتيل المدنيين الأبرياء، وكان من الطبيعي أن تنتصر شعبيا للهبّة الديمقراطية في سوريا ونضال الشعب السوري من أجل الحرية. لكن بعد ظهور المجموعات المسلحة التي تطرح علنا مبدأ إسقاط النظام بقوة السلاح مشبوه المصدر، كان لزاما توخي الرصانة وعدم السقوط في شراك مخطط يستهدف تمزيق سوريا وتحويلها إلى دويلات طائفية، ومصادرة سلاح حزب الله الذي تمكن من تغيير موازين القوى في المنطقة بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في صائفة 1982 وإخراج المقاومة الفلسطينية.


كان حريّا بالفاعلين في الدبلوماسية التونسية وأساسا منهم غير المرتبطين بأجندات جهات وتنظيمات دولية، أن يجعلوا من تونس وسيطا في الأزمة السورية لأن الوساطة وحدها والصداقة المسؤولة كان بإمكانهما التأثير في قرار السلطة الحاكمة في دمشق، وتقديم عروض مشرفة من شأنها أن تنجح مسار التحول إلى الديمقراطية في سوريا مع الحفاظ على وحدة البلد وتعزيز دوره كحاضن للمقاومة على طريق تحقيق السلام العادل الذي يحفظ الكرامة والحقوق غير منتقصة.


أما أن نتسرع في استعداء قيادة هذا البلد ونتهمها بأبشع الجرائم ونصفها بأقذع النعوت ثم نعبّر عن استعدادنا لفتح أحضاننا لاستضافتها، فالأمر يبعث حقيقة على التساؤل حول مدى قدرتنا وجديتنا على التعاطي مع هذا الموضوع!؟


وفي انتظار أن نستقر في علاقتنا الدبلوماسية مع دمشق على قرار، تبقى والدة الشهيد إلياس نادر الكراش السورية الجنسية التي سقط ابنها برصاص الغدر في قرطاج يوم 13 جانفي 2011 ممنوعة من دخول تونس ومن تلاوة الفاتحة على قبره!؟