mercredi 30 décembre 2009

فريديريك ميتران لـلزميل محسن عبد الرحمان : هذا موقفي من اغتيال حشاد.. ومن التعويضات






وزير الثقافة الفرنسي لـ «الشروق»:

هذا موقفي من اغتيال حشاد.. ومن التعويضات

تونس - محسن عبد الرحمان

قال السيد فريديريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي مساء أمس الأول الاثنين 28 مارس 2009 في تصريح خاص لـ «الشروق» بمناسبة توسيم عدد من الشخصيات الثقافية التونسية بوسام الاستحقاق الثقافي الفرنسي. (Chevaliers dans l'apos; ordre des arts et des Lettres) أن العلاقات التي تربط بين تونس وفرنسا أقوى وأكبر بكثير من أن تتعرض لأي تأثيرات.

وكانت أسئلة «الشروق» التي أجاب عنها الوزير بكل أريحية ولطف، حول ملفي مطالبة فرنسا من قبل أطراف في المجتمع المدني التونسي بالاعتذار والتعويضات عن الحقبة الاستعمارية واغتيال فرحات حشاد اضافة الى تظاهرة الموسم الثقافي التونسي بباريس التي كان شخصيا وراء بعثها منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال الوزير الفرنسي أن ملف مطالبة فرنسا بالاعتذار والتعويضات للتونسيين عن الحقبة الاستعمارية، هو نقاش تونسي تونسي ولم تتلق فرنسا أي مطلب رسمي بخصوصه وعبر مبتسما أنه ليس وزير استعمار.
وأكد أن تونس بلد قوي وناضج وأكبر من هذه الأفكار والنقاشات.
وأشار الى أن فرنسا مرت بنفس الوضع تقريبا عند ما وقع احتلالها من قبل الألمان خلال الحرب العالمية الثانية ولكنها لم تطالب ألمانيا بالاعتذار والتعويضات عن هذه الحقبة. وقال إن المجتمع التونسي قادر على تجاوز مثل هذه المواضيع.

هذا موقفي من اغتيال حشاد

وعن ملف اغتيال الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد قال وزير الثقافة الفرنسي أنه عبر عن موقفه من ذلك في فيلمه ربيع 56 استقلال تونس، الذي انجزه منذ سنوات وعرضه في تونس بمناسبة الدورة الأولى لمهرجان الفيلم فيه اجابة واضحة عن اغتيال فرحات حشاد وقد وردت فيه شهادات حية لشخصيات عاصرت تلك الفترة وتجيب عن كل الأسئلة سواء المتعلقة باغتيال حشاد أو صالح بن يوسف ودعا وزير الثقافة الفرنسي السيد فريديريك ميتران مخرج الفيلم، الى بث هذا الوثائقي في التلفزة التونسية مشيرا الى أن الفيلم متوفر وهو مستعد لمنحه للتلفزة التونسية...
وتساءل الوزير مبتسما كعادته : اغتيال حشاد ! اليد الحمراء أم اليد السوداء، وفي تساؤله كما يبدو أكثر من معنى واجابة.
أنا وفيّ لتونس

ولم ينف الوزير الفرنسي تفكيره في مواصلة تنظيم تظاهرة الموسم الثقافي التونسي بباريس، وهي تظاهرة كان قد شارك في انشائها عام 1996. وقال إن التجربة كانت ناجحة جدا اذ فتحت الأبواب أمام إشعاع الثقافة والمبدعين التونسيين في فرنسا. وأشار الى أن هناك شخصيات ثقافية تونسية كثيرة في فرنسا منها المخرج السينمائي عبد اللطيف كشيش والمفكر عبد الوهاب المؤدب .. اضافة الى أسماء أخرى كثيرة من أصل يهودي كانت تقيم في تونس ومازالت وفية لها. وعبر الوزير من جهته عن وفائه لتونس مؤكدا أنه سيواصل دعمه للثقافة التونسية والمبدعين التونسيين وسواء كان وزيرا او مبدعا. وبين أن قدومه الى تونس في هذه الزيارة أكبر دليل على ذلك. وأشار الى ان التعاون الجاري الآن بين فرنسا وتونس في كل المجالات لا يمثل سوى 20% مما يمكن القيام به.