vendredi 11 décembre 2009

فردة ولقـات أختها : نقابة 15 أوت ومحامون بلا حدود تصنعان الحدث!!؟



في ما يمكن تسميته بلقاء السحاب أسوة باللقاء الذي جمع سنة 1964 بين عملاقي الطرب العربي أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في رائعة "إنت عمري"، التقت نقابة 15 أوت المجيد مع الجمعية التونسية محامون بلا حدود في إعداد ندوة علمية حول "حقوق الإنسان وسيادة الدول"!؟

وما يزيد من قيمة اللّقاء هو حصوله بين طرفين عرف أولهما بدفاعه المستميت عن مصالح الصحفيين التونسيين، والثاني بمناصرته للتونسيين المضطهدين في الخارج. أمّـا قضية الفتاة التونسية عائشة التي كانت عرضة لاعتداء شنيع من قبل هانيبال القذافي وحرمه المصون في سويسرا وهو ما فجّـر أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، فقد نأت "محامون بلا حدود" بنفسها عن التدخل فيها حفاظا على أواصر المحبة والأخوة مع أشقائنا الليبيين وسدّا لطريق التدخل الأجنبي في مسائلنا الداخلية!؟

وتأتي هذه الندوة التي ملأت لافتاتها الشوارع الرئيسية في العاصمة، في وقت بلغت فيه أزمة الحريات ذروتها وتفاقمت فيه انتهاكات حقوق الصحفيين المهنية والمادية والمعنوية والنقابية. والوضع في مؤسسات الإذاعة والتلفزة وفي دار الأنوار وفي مجمل الصحف الأسبوعية حيث يعاني الصحفيون وخاصة الشبان منهم الأمرّيـن، يغني عن كلّ تعليق. وبلغ الأمر حدّ تعنيف بعض الصحفيين جسديا والزّج بالبعض الآخر في السجن. فضلا عن انتعاش صحافة مجاري الصرف الصحي، التي وجدت المجال خصبا لكي تنهش كالضباع في أعراض مخالفي السلطة في الرأي
باسم الوطنية والدفاع عن سيادة قرار الوطن البريء منهم وممّـن شاكلهم!!؟

لقاء تاريخي بين طرفين استثنائيين، يمكن أن نقول عنهما "فردة ولقات أختها"!!؟

زياد الهاني