samedi 24 novembre 2012

إبن الوزير على مقعد تونس بالجامعة العربية!؟ بقلم زياد الهاني


بوضوح

إبن الوزير على مقعد تونس بالجامعة العربية!؟

بقلم زياد الهاني

السيد رفيق عبد السلام صهر الشيخ المدلل وأعظم وزير خارجية في أقوى حكومة في تاريخ تونس مثلما يحلو له دائما أن يردّد، لا ينفك يثير الجدل من حوله كلما تحرك او تحدث!!
فبعد غلقه للهاتف قبل أيام في وجه صحفي بإحدى الاذاعات الخاصة ورفضه الاجابة عن سؤاله حول زيارته إلى غزة، لأن السائل اعتمد على تصريح لقيادي فلسطيني تحدث عن امكانية حدوث هذه الزيارة ولم يحصل على خبر الزيارة مباشرة من معاليه، ها هو يفسد زيارة تاريخية لوفد رسمي تونسي إلى غزة بما ألقاه عليها من ظلال شبهة الفساد والمحاباة!؟
فهذه هي المرة الاولى على حد علمي التي يتوجه فيها وفد وزاري تونسي إلى قطاع غزة المحاصر. وهذه الزيارة كانت ستمثّـل حدثا جديرا بكل التقدير والاهتمام لو أنها حصلت في ظروف عادية فما بالكم عندما تحدث وغزة تحترق بفعل القصف الإسرائيلي الهمجي الإجرامي.
ما من تونسي لم يشعر بالفخر وهو يرى ممثليه يواسون إخوانهم الفلسطينيين الملتاعين في غزة ويشد من أزرهم..
ما من تونسي لم يشعر بالقشعريرة وهو يرى علم تونس وهو يرفرف في غزة الشموخ والكبرياء والصمود في وجه العدوان...
لكن ما من تونسي إذا ما استثنينا "المؤلفة قلوبهم" والمتمعشين من موائد السلطة أو الطامعين فيها لم يشعر بالصدمة وهو يرى ابن أحد الوزراء من المشتغلين بالحقل الإعلامي ضمن الوفد الرسمي الذي حرم عديد الصحفيين التونسيين من مرافقته .
والأدهى من ذلك أن نرى هذا الشاب يجلس خلف أعظم وزير خارجية في تاريخ تونس في المقاعد المخصصة لتونس في الجامعة العربية!؟
 الشاب الذي أربكه على ما يبدو حجم الاحتجاج على وجوده غير القانوني وغير المبرر في مقعد تونس بالجامعة العربية خلف الوزير، حاول في صفحته الخاصة على أحد المواقع الاجتماعية تبرير الأمر بأن باب  الصحفيين أغلق وبأن الوزير فوجئ بوجوده خلفه حسب تصريحه وتضايق لذلك ولامه عليه!؟ وهو عذر أقبح من الذنب نفسه لما فيه من استبلاه للتونسيين ومحاولة إيهامهم بأن جامعة الدول العربية وكالة بلا بواب يمكن أن يدخلها من هب ودب ويجلس فيها حيثما شاء دون أن يكون هنالك من رتب لدخوله!؟
من حق كل التونسيين أن يسألوا وزيرهم العظيم بصفته رئيسا لوفد تونس عن مبرر وجود ابن زميله الوزير ضمن الوفد الرسمي الذي تحول معه إلى غزة؟
من حقهم أن يسألوه عن سبب تواجد ابن الوزير خلفه في مقعد تونس بجامعة الدول العربية؟
من حقنا جميعا أن نسأل الوزير عمن تكفل بمصاريف هذه الرحلة كاملة من نقل وإقامة وأكل ونثريات؟..
من حقنا أن نسأل السيد عبد الرحمان الأدغم وزير الحوكمة ومكافحة الفساد إن كان سيبحث في الموضوع ويعيد لخزينة الدولة ما قد يكون نهب منها من المال العام؟
من حقنا أيضا أن نسأل المجلس الوطني التأسيسي الموقر المجسّد لسيادة الشعب إن كان بإمكانه مساءلة الوزير عن شبهة الفساد والمحاباة ومحاسبته على إفساده زيارة تاريخية كان بالإمكان أن يشارك فيها إلى جانب وزراء الترويكا ممثلون عن الاحزاب والمنظمات الوطنية ونواب الشعب؟
هل بإمكان السيدين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يحاسبا الوزير على تجاوزاته؟
هل بإمكانهما تذكيره بأنه وزير في حكومة الدولة التونسية وليس أميرا على وزارة رفيقستان!؟
 لكن بصراحة وبوضوح: هل هنالك من أهل القرار من بإمكانه أن يقول "كخّ" لصهر الشيخ المدلل!؟
ننتظر ونرى...

*المصدر: جيدة "الصحافة"، العدد الصادر يوم الثلاثاء 20 نوفمبر 2012