samedi 17 novembre 2012

رفيق عبد السلام والديبلوماسية «الهوجاء»!؟


بوضوح

رفيق عبد السلام والديبلوماسية «الهوجاء»!؟

بقلم زياد الهاني


من حق السيد رفيق عبد السلام وزير الخارجية المؤقت أن يعبّر عن أي موقف يريد فهو من سيتحمل بالنتيجة مسؤوليته. لكن ليس من حقه أن يتدخل في الشأن الإعلامي ويتطاول على صحفي ويتصرف معه بجهالة، نرفضها من أي شخص  آخر عادي فما بالكم عندما يتعلق الأمر بوزير «الديبلوماسية»!؟

نشرة أخبار الساعة الثامنة من صباح أمس الجمعة في إذاعة «شمس آف آم» تم افتتاحها بأخبار الوضع في غزة وتواصل الجرائم الاسرائيلية فيها. وفي هذا السياق أعطيت الكلمة لخالد البطش أحد قادة المقاومة الفلسطينية لينقل الوضع على الميدان. المتحدث استطرد في حديثه ليعلن عن إمكانية تحول وفد عربي إلى غزة يضم رئيس حكومة مصر ووزير الخارجية التونسي حسبما بلغ إلى علمه.

إثرها مباشرة تم الاتصال بالوزير التونسي لتأكيد الخبر أو نفيه. فما كان من رفيق عبد السلام إلا أن هاج وماج وأرغى وأزبد واتهم الصحفي السائل بانعدام المهنية لنقله خبر زيارته الموعودة الى غزة عن طريق طرف خارجي وليس مباشرة من «معاليه»، مؤكدا خبرته في الشأن الإعلامي. حيث يرى على ما يبدو وخلافا لما تعلمه في الجزيرة القطرية، أن خبرا بهذه الأهمية كان حريا أن تفتتح به النشرات الإخبارية ويؤخذ منه مباشرة ولا يكون بالتالي في المقام الثاني بعد أخبار غزة ونقلا عن شخصية فلسطينية لا ترتقي الى قيمة «معاليه»، وهو الوزير المبجل والصهر المدلل القادم الينا على جناح الثورة من عاصمة الضباب لندن حيث كان يعيش في نعيم. وأين سبق له أن أقسم يمين الولاء لملكة بريطانيا التي منحته جنسيتها ولأبنائها وأحفادها من بعدها!؟
 
وتأكيدا لمنطقه الديبلوماسي "الأهوج" قام وزير المصادفة التاريخية بغلق الخط في وجه مخاطبه الذي لم يعامله بما يقتضيه وضعه المغرور من التبجيل... وتلك هي «ديبلوماسية النطيح»!!؟

وجود شخص بمثل هذه المواصفات على رأس وزارة خارجيتنا العريقة التي تداول على المسؤولية فيها جهابذة من طراز محمود المستيري والحبيب بولعراس والحبيب بن يحيى وغيرهم، يعتبر خللا فاضحا.

لا نريد أن يقال عن ثورتنا وعن بلادنا أنها هزلت حتى سامها كل مفلس... كل ما نريد أن نقوله لهذا الجالس على كرسي الوزارة وأمثاله، ارحلوا عن سمائنا.

وللسيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة المناضل والجدير بكل الاحترام والتقدير نقول: سيدي الرئيس رجاء، أوقفوا هذه المهزلة..

*المصدر: جريدة "الصحافة"، العدد الصادر يوم السبت 17 نوفمبر 2012