mardi 12 juin 2012

قبل أن يجرفه طوفان أخطاء مستشاريه : هل يقوم المرزوقي بضربة مكنسة في قصر قرطاج؟


http://www.essahafa.info.tn/clear.gif
مجرّد رأي

قبل أن يجرفه طوفان أخطاء مستشاريه
هل يقوم المرزوقي بضربة مكنسة في قصر قرطاج؟

بقلم: زياد الهاني


قد تجعل استطلاعات الرأي التي تضعه في المقدمة، الرئيس محمد المنصف المرزوقي يتوهم أن كل شيء على ما يرام وأن الطريق إلى قلوب التونسيين سالكة أمامه. ولا أظن تقارير الرضا التي يقدمها له مستشاروه، وفيهم الغث والسمين، تحبّر إلا في هذا الاتجاه بما يجعله يرضى عن أدائهم ويأمل منهم الخير العميم؟
لكن الواقع قد يكون مختلفا لأن ضرب صورة الرئيس «المناضل والمتعفف والنظيف» لم يعد مصدره خصومه فحسب بل وأقرب المقربين منه. وهنا مكمن الخطورة عليه وعلى مستقبله السياسي؟
ولسائل أن يتساءل: هل من فرق بين مستقبل الرجل الشخصي ومستقبله السياسي؟ والجواب:  بلى!!؟
فرجل السياسة معرّض في مساره للربح كما للخسارة، وهذا أمر طبيعي.أما أن يخسر المناضل صورته النضالية ويلوث رصيده النضالي بتحوله من رمز لمقاومة الفساد إلى راع له، ففي الأمر أكثر من نظر.
حادثة عادية يمكن أن تحدث في أيّ مكان ومع أيّ كان، قد تتحول إلى قرينة فاضحة لخلل عميق في أسس بنيان من شأنها أن تؤدي به إلى الانهيار.
الوزير المستشار القانوني لرئيس الجمهورية سمير بن عمر تم تمكينه من سيارة ثانية تابعة لأسطول رئاسة الجمهورية ووضعها على ذمة بيته أو زوجته. أمر عادي ومعمول به...
شقيق الزوجة الشاب يأخذ السيارة الإدارية في غفلة من شقيقته أو بتوجيه منها لقضاء شأن خاص.. أمر غير مقبول لكنه ممكن الحدوث...
دورية أمنية توقف صهر الوزير المستشار وتحجز السيارة إلى حين مقدم الوزير وتسليمها إليه.
 وتحرر  محضرا في الغرض وتحيله إلى السيد وكيل الجمهورية.. أمر عادي ومطلوب...
أما أن ينبري مدير الديوان الرئاسي عماد الدايمي لتكذيب الخبر في برنامج إذاعي، واتهام الإعلام بعدم الحرفية والتضليل، والتعهد بإجراء تحقيق في الأمر سيخرس «الألسن الخبيثة» حسب قوله ..فالأمر عندها يصبح غير عادي، وأقل ما يوصف به هو أنه مشاركة  في الفساد!؟
وعندما ينفي الناطق باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر الخبر في لقائه الإعلامي الدوري، ويدعو الإعلاميين إلى التثبت من المعلومات والتعامل بمهنية مع الأخبار...فالأمر كذلك غير عادي ولا يخرج عن سياق سابقه أي أنه يدخل في باب التستر على الفساد والتجني على الإعلام.
ويخرج علينا الوزير المستشار القانوني لرئيس الجمهورية سمير بن عمر في الحلقة الأخيرة من برنامج «لاباس» الشهير الذي تبثه قناة «التونسية» ليؤكد الحادثة، محاولا التخفيف منها بالقول بأن السيارة الإدارية التي استعملها صهره ليست السيارة الشخصية لرئيس الجمهورية وأنها من فئة الخمسة خيول وليست سيارة مرسيدس... فالأمر غير عادي ويعتبر دروشة واستهانة منه بعقول التونسيين!؟
وعندما يصرّ الوزير المستشار على اتهام الإعلام الذي نشر الخبر بأنه تنقصه المهنية وساهم بشكل واع أو غير واع في مؤامرة تستهدف معاليه ثم يمتنع عن الاعتذار بعد دعوته إلى القيام بذلك.. ففي الأمر غطرسة وإصرار على الفساد بما لا يستقيم مع وضعه كرجل دولة ومستشار لرئيس يحرص على جعل الاستقامة ونظافة اليد رصيدا له عند الناس!؟
ليست هذه الفضيحة هي الأولى التي تهز الدائرة المحيطة بالرئيس وقد تكون مقدمة لما هو أسوأ، حيث لم يعد المتابع يستغرب شيئا من محيط الرئيس.
أقنعة راكبي الثورة وذئاب الكراسي بدأت تتهاوى، والإعصار القادم سيسفه أوهام كل الطامعين والفاسدين. فهل سيقوم الرئيس بضربة مكنسة في قصر قرطاج قبل أن يجرفه طوفان تسبب فيه أساسا بعض مستشاريه ووزرائه «المراهقين سياسيا»؟
المصدر: جريدة "الصحافة"، العدد الصادر يوم الثلاثاء 12 جوان 2012


http://www.essahafa.info.tn/clear.gif