dimanche 3 juin 2012

فيما بدأت تفوح رائحة فساد بعض وزراء الرئيس : تجاوز خطير تكشفه رابطة حقوق الإنسان في قضية البغدادي المحمودي


مجرّد رأي


فيما بدأت تفوح رائحة فساد بعض وزراء الرئيس
تجاوز خطير تكشفه رابطة حقوق الإنسان في قضية البغدادي المحمودي



بقلم : زياد الهاني


رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الستار بن موسى التقى يوم الجمعة 1 جوان 2012 بالبغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء لليبيا في عهد القذافي وذلك في سجنه بالمرناقية ضواحي تونس العاصمة.
اللقاء كشف عن تجاوز خطير ترتكبه الحكومة التونسية في حق المسؤول الليبي السابق الأسير حيث أكد رئيس الرابطة أن السلطات قامت بعزل البغدادي المحمودي ومنعت عنه كل الزيارات بما في ذلك زيارات أهله والمحامين المتكفلين بالدفاع عنه!؟ وقد أشارت التصريحات الحكومية في أكثر من مناسبة سابقة إلى أن المحمودي هو الذي يرفض مقابلة محاميه!؟
كما أوضح عبد الستار بن موسى بأن الوضع الصحي والنفسي للبغدادي المحمودي سيئ جدا وأنه مستمر في إضرابه عن الطعام. ومن المتأكد تمكينه من عناية طبية فائقة وتحسين ظروف إقامته السيئة في السجن.
وتماما كما كان يحصل زمن بن علي، سارعت الحكومة عبر أحد المتحدثين باسمها الى تكذيب الرابطة ونفي الخبر جملة وتفصيلا!؟
وكان أحد مستشاري وزير العدل نورالدين البحيري قد سافر مؤخرا إلى باريس مرفوقا بالرئيس الحالي لجهاز المخابرات الليبي حيث قابلا المحامي الفرنسي للبغدادي المحمودي في مسعى لعقد صفقة يحصلان من خلالها على أرقام الحسابات البنكية في الخارج التي في حوزة المسؤول السابق في نظام طرابلس. وسبق لمستشار الوزير أن التقى المحمودي في سجنه في الوقت الذي يمنع فيه الأخير من مقابلة محاميه، قبل التحول الى طرابلس على نفقته الخاصة حسب قوله. وهو ما يدفعنا للتساؤل حول ما إذا كان السيد المستشار يعمل لحساب الدولة التونسية أم لحسابه الخاص!؟ أو لعله لحساب جهة ثالثة؟

لا أنوي الدفاع عن رئيس الوزراء الليبي الأسبق ونظامه الذي أجرم في حق الليبيين. ولا يمكنني إلا أن أدعم حق الشعب الليبي في محاسبة كل المسؤولين الذين أجرموا في حقه من خلال محاكمات عادلة تكفل فيها للمتهمين الحقوق التي تضمنها لهم المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. لكني أرفض في نفس الوقت هذه الطريقة التي تتعاطى بها الحكومة التونسية مع ملف السجين الأسير البغدادي المحمودي.
لا أظنني محتاجا إلى تذكير حكومتنا الموقرة بأنها تدير دولة تعيش مخاضا ثوريا أسقط نظاما فاسدا ويصنع غدا جديدا قوامه الكرامة والحرية. ولا أظن أن الاحتفاظ بمسؤول سابق في الأسر والعمل على مقايضته عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية في إطار صفقة مشبوهة منها ما هو رسمي معلن ومنها ما هو سري ومخفي، يشرّف تونس وثورتها.
نريد للجميع أن يفهموا بأننا دولة ولسنا عصابة قراصنة همها تحصيل فدية من خلال المقايضة على أسير؟!
منذ مدة أصبحنا نفيق كل يوم على فضيحة من العيار الثقيل. سجين تضرب عليه العزلة لإرضاخه وإجباره على تنفيذ خطة سلب منظمة!! وزير يهدد بأنه سيعود إلى بلد إقامته السابق للرابع عشر من جانفي 2011 والحامل لجنسيته إذا تم فتح تحقيق في الكيفية التي تم بها ترسيمه في جدول المحاماة والتي أثيرت شكوك حول قانونيتها!؟
وزير آخر مستشار ومن نفس بقايا حزب الوزير المهدد بالاستقالة وبالرحيل تم ضبط سيارة رئاسة الجمهورية التي في تصرفه لدى أحد أصهاره؟! أحد جرحى الثورة التي أقصي أهلها وركبها الراكبون ينتحر تحت وطأة الاحساس بالغبن والقهر والمهانة ومذلة الاحتياج !؟ والأغرب آت في الطريق...
إلى متى ستستمر هذه المهزلة؟

المصدر: جريدة "الصحافة"، العدد الصادر يوم الأحد 3 جوان 2012