mardi 22 juin 2010

اجتماع عام في جريدة "الصحافة": أوضاع متردية، وإصلاح لم يعد يحتمل التأجيل
















عقد صحفيو جريدة "الصحافة" اجتماعا عاما مع مديرها عبد الجليل بوقرّة ورئيس مدير عام مؤسسة "سنيب-لابريس" المصدرة لها منصور مهني، تداولوا خلاله أوضاع الجريدة وسبل تطويرها.

الاجتماع الذي انعقد ظهر الثلاثاء 22 جوان 2010 بقاعة التحرير بالجريدة، تمّ بطلب من الصحفيات والصحفيين الذين ضاقوا ذرعا بتدهور الأوضاع المهنية والمادية وكذلك الاعتبارية في مؤسستهم التي تشكو من مشاكل مزمنة لم يعد هنالك مجال للتغاضي عنها وتجاوزها. خاصة وقد بلغ الأمر حدّ التطاول عليهم وامتهان كرامتهم من قبل بعض أعوان المؤسسة وأساسا المسؤول عن مستودع السيارات. فضلا عن الظروف المهينة التي يعملون فيها، والسياسة التحريرية العامة التي تعتبر المسؤول الأساسي عن نفور القراء من الجريدة التي تطبع 10 آلاف نسخة يوميا لا يباع منها إلاّ 2500 نسخة فقط؟ وذلك رغم توفرها على نخبة من الصحفيين المتميزين الذين يعتبرون من أفضل الأقلام في تونس في مختلف المجالات.

وقد حصل شبه إجماع بين الصحفيات والصحفيين المتدخلين على أهمية النظام الهيكلي للمؤسسة الجاري إعداده في النهوض بواقع المؤسسة. ودعوا إلى إشراكهم في صياغته مع التأكيد على ضرورة إعادة الاعتبار للدور الصحفي والاحترام الكامل لحقوق الصحفيين وعدم السطو على الرتب والخطط الوظيفية الخاصة بهم مثل رتبة رئيس التحرير وخطة مدير التحرير اللّـتان تعودان وجوبا حسب الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة إلى إطارات الجسم الصحفي دون سواهم. كما دعوا إلى إشراك الصحفيين في مجلس إدارة المؤسسة، إذ من غير المعقول أن لا يكون الصحفيون ممثلين في مجلس إدارة مؤسستهم الصحفية.

وقد أكد المجتمعون تضامنهم الكامل مع زملائهم المتعاقدين والمتعاونين القارين الذين يعملون منذ عدة سنوات في الصحيفة كامل الوقت، ويعتبرون بالتالي مترسمين حسب الأمر عدد 567 لسنة 1997 المؤرخ في 31 مارس 1997 المتعلق بضبط شروط وصيغ الانتداب بالمنشآت العمومية، اعتبارا لكون مؤسسة "لابريس" منشأة عمومية. ودعوا إلى الإسراع بتسوية الوضعية القانونية لزملائهم ورفع الضيم المسلط عليهم.

إجابات الإدارة لم تتجاوز حدود التطمينات. وبرزت خلال الاجتماع خلافات جلية بين مدير "الصحافة" عبد الجليل بوقرّة ورئيس مدير عام المؤسسة منصور مهني وصلت حدّ التكذيب العلني. وتتمثل المشكلة الأساسية في عدم وجود نصوص قانونية تضبط مهام مدير جريدة "الصحافة" وحدود تدخله وعلاقاته بمختلف مكونات المؤسسة والجريدة. وهو ما جعله يتعرض للصدّ والإهانة في أكثر من مناسبة حسب تصريحه، عند تقدمه بطلبات تخص عمل الجريدة.

الاجتماع الذي ساده التشنج في أكثر من مناسبة انتهى إلى اتفاق على تفعيل اجتماعات مجلس التحرير على أن تكون أسبوعية في مرحلة أولى. مع تجديد التأكيد على أهمية تنظيم يوم دراسي حول الأوضاع في جريدة "الصحافة" والنهوض بها. فهل ستعود جريدة "الصحافة" لسالف إشعاعها كجريدة "تطرق أبواب الحقيقة" عندما كان يتولى شؤونها صحفيون محترفون؟ أم أن الساعين وراء الإصلاح واهمون يطرقون أبواب المستحيل؟ إذ كيف للظل أن يستوي والعود أعوج؟ وكيف لقطاع أن يتطور ويعانق الحرية والوزير المشرف عليه يظل في نظر المتابعين جميعا مهما تلون، مقصا رقابيا لم يحترف في حياته المهنية غير العمل الدعائي الفج الذي لا علاقة له بالمهنة الصحفية وأخلاقياتها، مع استعماله سلاح الإشهار أداة لشراء الذمم وسيفا مشهرا لوأد الآراء المختلفة مهما كان صوابها؟

زياد الهاني