jeudi 3 juin 2010

وأخيــرا... تعيين الزميل فوزي بوزيان مديرا رئيس تحرير لصحيفة لورونوفو


كثيرون داخل المهنة هم الزملاء الذين شعروا بالفرح والارتياح لتعيين الزميل فوزي بوزيان الرئيس السابق لجمعية الصحفيين التونسيين ورئيس التحرير الأول بصحيفة "لورونوفو"، مديرا رئيس تحرير لهذه الصحيفة. ليس فقط لأن للرجل من المؤهلات المهنية والصفات الأخلاقية ما يؤهله لذلك وأكثر، بل لأن في تعيينه إنصافا له كشخص أفنى زهرة عمره في خدمة جريدته، محكوما عليه بأن يظل دائما في الصف الخلفي لأنه لم يلعب دورا غير الدور الطبيعي لأي صحفي يحترم نفسه وهو أن يكون مهنيا حتى وهو يخدم خط جريدته، ولم يمد يد المذلة يوما طلبا لعطاء يحسب عليه. وحسبه أن ابنه البكر يعاني البطالة منذ سنوات عدّة، لكنه لم يرضخ يوما لمشاعر أبوته ولم يطلب له شغلا من مسؤول يعرفه، وما أكثر المسؤولين الذين يعرفهم.

وفي تعيين الرئيس فوزي بوزيان ولو قبل عام واحد من خروجه للتقاعد الإداري، إنصاف كذلك لقطاع هزل إلى درجة أن أوكلوا حظه العاثر لكل مدّاح مفلس لا يحمل في جعابه غير كفاءة كتابة التقارير والتبعية الذليلة لهذا المركز النافذ أو ذاك. والقدرة على أن يردد بمناسبة وبغير مناسبة فقرات الثناء والولاء لما حظي به من الإنعام والتكريم، ويقدّم دون كلل ولا ملل آيات الولاء المبتذل للمولى صاحب النّـعم!؟ مسؤولون لا يهمهم من أمر صحفهم ونشرات أخبارهم غير صور رئيس الدولة ونشاطه، وما عدا ذلك ثانوي يمكن أن يذهب للجحيم!؟
ثم يسائلونك بعد ذلك عن تردي وضع الإعلام !؟ داعين بكل وقاحة الصحفيين لترك الرقابة الذاتية جانبا والكتابة بكل حرية!!؟

لقد مضى زمن كان صحفيون يحتلون فيه مراكز مهمة في الدولة وفي المؤسسات الصحفية. ويعكس هذا التردي وجود نظرة دونية لأهل القطاع الذين لا يرى فيهم بعض أصحاب القرار أكثر من مجرد مستكتبين لتلميع أحذيتهم القذرة!؟
لذلك يحمل تكليف الصحفي فوزي بوزيان بإدارة ورئاسة تحرير صحيفته نكهة خاصة ويمثل عودة للأصل. فهل يرمز هذا التعيين المستحق عن جدارة إلى عودة للوعي؟ أم أنها مزنة صيف سرعان ما ستنقشع!؟

زياد الهاني