mercredi 11 avril 2012

شارع الحبيب بورقيبة في عيد الشهداء : الميليشيات تزرع الرعب وتعلن عودة الاستبداد




مجرّد رأي


شارع الحبيب بورقيبة في عيد الشهداء


الميليشيات تزرع الرعب وتعلن عودة الاستبداد




بقلم: زياد الهاني



كانوا خليطا من أنصار الحكومة الذين شاهدناهم يتدخلون لنصرتها ضد كل الاحتجاجات المناهضة لها، ومن «الباندية» وأصحاب العضلات المفتولة الذين جاءوا وتونس تحتفل بعيد شهدائها للتصدي لمن يعتبرونهم خونة وأعداء للوطن!؟ ذهب بن علي ونظامه ولكن ممارساته ظلّت للأسف وبشكل أكثر عنفا وحدّة.


كانوا يتحركون بحرية كاملة وسط المساحات الفارغة التي يخلفها الأمن في الجادة الرئيسية بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة. هذا الشارع الذي تحول الى أحد المواقع الرمزية للثورة بعد تحريره ذات 14 جانفي 2011 قبل أن يصدر قرار مؤخرا من وزير الداخلية يقضي بمنع التظاهر السلمي فيه. لهم قناصتهم الذين ما أن يرصد الواحد منهم دخول «الفريسة» الى دائرة الكمين حتى يعطي أمره بالانقضاض عليها.


كذلك حصل مع عضو المجلس التأسيسي خميس قسيلة ومع جوهر مبارك من شبكة دستورنا وأحمد الصديق عضو الهيئة الوطنيةللمحامين والمعارض البعثي لنظام بن علي الذي اعتبره المعتدون من أزلامه!؟


السيناريو نفسه كان يتكرر في كل مرّة: تطويق للضحية مقرون بصراخ هستيري في وجهها واتهام لها بالانتماء لحزب التجمع المنحل، يعقب ذلك دفع يتصاعد مع تصاعد الأدرينالين ليصبح ركلا وصفعا وضربا بقبضات اليد. ضرب عنيف كشف حقدا عميقا على المستهدفين وتنفيسا عن عقد نقص وجدت ضالتها في العنف لتسجيل تفوقها!؟ ومن خلال الرعب الذي تزرعه إعلان لعودة الاستبداد.


الصحفيون وبعد هدنة لم تطل تم إلحاقهم من قبل قطعان المعتدين بالمطلوب استهدافهم. عديدون منهم تعرضوا للإهانة والضرب ومحاولة افتكاك أدوات عملهم مثلما حصل مع المصور الصحفي لقناة الحوار التونسي الذي لم ينج ومعه الكاميرا التي يحملها إلاّ بفضل تدخل رائد بقوات الأمن قام بإيقاف المعتدي عليه وإحالته الى مركز الأمن العمومي القريب لاتخاذ الاجراءات القانونية في شأنه.


ولم ينج أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الحاضرون على عين المكان من الاعتداء بالإهانة والسب والتخوين.


البعض يريد طمس حقيقة التجاوزات التي يرتكبها من خلال السعي لترهيب الصحفيين وصولا للاعتداء عليهم. هناك من لا يفهم أو لعلّه لا يريد أن يفهم بأن الصحفي عين أمينة للمواطن ينقل له بكل موضوعية ما يستجد من أحداث. فالصحفي ليس طرفا في صراع أو نزاع بقدر ما هو ناقل للخبر.


قد يتصور البعض بأن الصحفي باعتباره صاحب قلم وليس صاحب عضلة أو قبضة ضاربة، هدف سهل يمكنهم الاستهانة به والاعتداء عليه. لكن ستكشف الأيّام لكل جاهل محدودية ظنه وقصور فهمه. وبأن من يناطح قلعة الاعلام مآله قلع قرونه. فالإعلام سيبقى حرّا والثورة لن تنكسر.


افتتاحية جريدة "الصحافة" ليوم الثلاثاء 10 أفريل 2012