dimanche 21 août 2011

الهيئة العليا لإصلاح الإعلام: تدخل من لا يملك لمن لا يستحق !؟



وجّه كمال العبيدي رئيس الهيئة العليا لإصلاح الإعلام مراسلة إلى الوزير الأول مطالبا فيها بتشغيل هشام السنوسي عضو هيئته في مؤسسة التلفزة التونسية. وتم إرفاق المراسلة بمكتوب من السنوسي يعرض فيها سيرته الذاتية. السيد هشام السنوسي عضو الهيئة وصاحب معمل الجبن ببرج الوزير بأريانة، انطلقت علاقته بالإعلام أواخر التسعينات مع جريدة الصدى التي كان صديقا لرئيس تحريرها زميلنا القدير سي عبد الحميد القصيبي. ثم تمكن من التعرف على المدير السابق للتلفزة السيد لطفي بن نصر الذي فسح له مجال تقديم برنامج ثقافي في قناة 21. ومعلوم للجميع أنه ليس بإمكان أيّ كان أن يدخل مؤسسة التلفزة ويظهر فيها إذا كان عليه أدنى تحفظ من السلطة. وأذكر هنا واقعة حصلت معي شخصيا سنة 1996 عندما تم توجيهي في إطار شهادة الدراسات العليا المتخصصة لإجراء تربص بشهر في التلفزة. فمديرها حينها السيد حمادي عرافة استقبلني مرحّبا في مكتبه عشية اتصالي به وعارضا بإصرار أن أعمل معهم في التلفزة إثر تحدثه معي واطلاعه على مجموعة الشهادات العليا التي أحملها، ثم نزل إليّ بنفسه في الباب الخارجي ليرافقني خطوات إلى حد حافة رصيف الشارع الخارجي ويعلمني بأنه عليّ مراجعة معهد الصحافة للبحث عن مؤسسة أخري تقبل بي كمتربص!!؟ وتواصلت علاقة هشام السنوسي بالتلفزة من خلال مجلتها التي عمل فيها إلى جانب الزميل محمد نجيب بن عبد الله. وظل الرجل على هذا الحال موزعا بين أنشطته الصناعية والتجارية ونشاطه الإعلامي العرضي، إلى حين طرده من قبل نقابة التلفزة بعد 14 جانفي 2011 وليس خلال حكم المخلوع، بسبب تطاوله على الاتحاد العام التونسي للشغل ودوره الوطني.وخلافا لما يدعيه هشام السنوسي من أن تعيينه في الهيئة العليا لإصلاح الإعلام باقتراح من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أؤكد من موقع مسؤوليتي أن المكتب التنفيذي للنقابة ليست له أية علاقة بهذا التعيين. ونتساءل بعد هذه الحادثة عن موقف الزميل كمال العبيدي من ملفات مئات الذين تم استبعادهم من التلفزة؟ هل سيحظون مثل عضو هيئته المستقلة بلفتة مراسلة إلى الوزارة الأولى للمطالبة بتسوية وضعياتهم؟ حتى وإن كان هذا الدور موكولا للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وليس إلى هيئته الاستشارية لإصلاح الإعلام؟وعضوية هشام السنوسي موضع جدل ينتظر الحسم في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. لذلك يعتبر تدخّل رئيس الهيئة التي هو عضو فيها لدى الوزر الأول فضلا عن كونه استغالا للنفوذ، تدخّل من لا يملك لمن لا يستحق !؟

زياد الهاني