مجرّد رأي
قم للمعلم وفّه التبجيلا..
بقلم : زياد الهاني
بعيدا عن صخب الجدل السياسي ورقصات بعض البهلوانيين السياسيين والركض المحموم لقطاعات عديدة نحو مراكمة المكاسب ولو من خلال السطو على مجالات قطاعات منافسة في ما يشبه الانتصاب الفوضوي في الطريق العام والاستيلاء غير الشرعي على املاك الغير وصولا الى الاعتصامات غير المبررة وقطع الطرق تعمل الاسرة التربوية في جدّ وصمت وتبذل التضحيات من اجل انقاذ الموسم الدراسي رأفة منها بأبنائنا وبناتها وحنوا عليهم والتزاما منها بعدم اضاعة عام من اعمارهم ومن عمر الوطن ومن رصيد الثورة التي جاءت لتبني وتعلي البناء.
قم للمعلم وفّّـــه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا...
هكذا تحدث أمير الشعراء أحمد شوقي عن المعلمين وجعلهم في مرتبة الرسل وهم بها جديرون وهكذا نتحدث اليوم عن الاسرة التربوية بكل مكوناتها التدريسية والادارية. لقد كانت هذه الاسرة وفي مقدمتها نقابة التعليم الثانوي في طليعة قوى الدفع الثوري التي أنجحت ثورة تونس انتصارا لارادة الشعب في الحرية والكرامة.
ورغم الشوائب التي طالت عددا عن التحركات المحدودة بعد 14 جانفي والتي دفعت لها بعض الاطراف السياسية في نقابات التعليم كالإضرابات المطالبة باقالة حكومة السيد محمد الغنوشي والدفع بأبنائنا الى مقاطعة الدروس والنزول الى الشوارع وهو ما استهجنه التونسيون وأدانوه بقطع النظر عن مصدره واعتبروه سلوكا منفلتا ومرفوضا، كاد يعصف بالثقة في جهازنا التربوي ودوره السامي، الاّ أن الوضع سرعان ما عاد الى طبيعته وعاد المربون الكرام الى العمل في اطار رسالتهم الخالدة : رسالة التربية والتعليم والتنشئة الفاضلة التي تجعل من أبنائنا دعائم لعزة تونس ومناعتها وحريتها.
أنا مدين لكلّ من علّمني وأستثمر هذه المناسبة لأعبّر عن امتناني ووفائي لكل من رباني ودرّسني وتقديري واجلالي كالتونسيين جميعا لكل من نذر حياته لتعليم أبنائنا وتربيتهم وعاملهم كأبنائه.
لقد استثمرت تونس منذ الاستقلال في تعليم ابنائها واعتبرتهم رأسمالها وكانت محقة في ذلك. فثورة تونس صنعها شباب متعلم جسّد ارادة الحياة وجعل العالم بأسره يردد مع أبي القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بدّ أن يستجيــــب القـدر
ولا بـــــــدّ للّـيل أن ينجلـي
ولا بــــدّ للقيــد أن ينكســر.