في اليوم العالمي للحماية المدنية
اتحاد نقابات الحماية المدنية يكرّم شهداء المهنة
وجرحاها.. ويكشف معيقات العمل
الصحافة اليوم:
نظم اتحاد نقابات الحماية المدنية أمس
تظاهرة لتكريم عائلات شهداء وجرحى الأمنيين، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للحماية
المدنية الذي يوافق اليوم الأول من شهر مارس من كل سنة.
وفي كلمة مختصرة افتتح بها التظاهرة، أكد الكاتب العام للاتحاد عبد المجيد خلفي على
أهمية تكريم شهداء وجرحى العائلة الأمنية من قبل زملائهم ومن قبل أعضاء
المجلس التأسيسي والمجتمع المدني. وقد حضرت هذه التظاهرة محرزية العبيدي التي
أوضحت أن أولى أحلام الأطفال هي العمل في الحماية المدنية، ليس فقط من أجل جمال
اللباس ولكن أيضاً لقيمة الحماية المدنية في المجتمعات ودورها في إنقاذ الناس.
وأضافت بأن الحضور هذه المناسبة هو اعتراف بالجميل لرجال ونساء الحماية المدنية
الذين يلحق بهم أحينا أضرار أثناء قيامهم بواجبهم وهم بالتالي أبطال العصر الحديث.
ودعت محرزية العبيدي إلى نبذ الفرقة بين
التونسيين باعتبار أن الأمن يتحقق عندما تدرك كل فعاليات المجتمع إن ما يجمع بيننا
أكثر مما يفرقنا.
ولاحظت بأن حضورها يهدف للتعرف على
احتياجات السلك حتى تتم مراعاة ذلك في التشريعات التي يتم النظر فيها، وكذلك
للمشاركة في تكريم عائلات السلك الأمني بكل اختصاصاته، واتخاذ ما يلزم
من إجراءات لفائدة عائلاتهم.
إطفاء الفتن
النائبة سعاد عبدالرحيم رئيسة لجنة الحقوق
والحريات بالمجلس الوطني التأسيسي ذكرت بأنه "منذ كنا صغارا كنا نريد أن نصبح
إطفائيين. جئنا لتكريم أسرة رجال المطافئ ونريد لكل التونسيين أن يكونوا رجال
إطفاء حرائق لكثرة الفتن في بلادنا، نريد أن نرى التونسيين مثلما رأينا هم يوم
المصادقة على الدستور".
وأوضحت النائبة أنه تم اعتماد قانون حوادث
الشغل لفائدة الأسلاك الأمنية ويشمل الحماية المدنية. هذا القانون "يحمي
الجميع، حيث كان تحديد نسبة الضرر في الماضي يتوقف على مدى رضى المسؤول عن العون،
وهذا تغير اليوم. فمن لم يحدد له العجز في وقت سابق هذا القانون يشمله... كما أن
قانون حوادث الشغل والأمراض المهنية له مفعول رجعي حسب فصله الثاني
والأربعين. في حين أن تاريخ غرة مارس 2011 يتعلق بشهداء الثورة فقط"،
حسب تصريحها.
وأضافت سعاد عبدالرحيم بأن رجال المطافئ
أول من يطبق قيمة المواطنة، وتدخلاتهم لفائدة المواطنين تتم دون تمييز فيما بينهم.
في حين صرح أنيس حميدة الحاضر كممثل عن
المجتمع المدني، بأن الحماية المدنية لم تلق حظها، وبأن "أعوان الحماية
موجودون عندما نحتاجهم، لكنهم آخر من نفكر فيه". وفي ختام كلمته المرتجلة،
رجا أعضاء المجلس التأسيسي "الالتفات لهذه الفئة لأنهم مضطهدون ومعاناتهم
كبيرة".
ضغوطات واحتياجات كبيرة
معز الدالي الناطق الرسمي باسم اتحاد
نقابات الحماية المدنية، شدد على أن الحماية المدنية جهاز غير مسلح يتبع قوات
الأمن الداخلي، لكن عمله مدني أكثر منه عسكري. وذكر أن "مجال عمل الحماية
المدنية يتجاوز إطفاء الحرائق إلى الإسعاف والإنقاذ ،بحار وجبال، فيه الوقاية بناء
على دراسة وليس مجرد حمل خرطوم وإطفاء الحرائق". ملاحظا أنه "من حيث
التكوين، هناك من الأعوان من يصرّ على تكوين نفسه بنفسه. ليس لنا تكوين في الإرهاب
لكننا مع ذلك نتواجد في الخط الأحمر الأول". وأضاف "نحتاج آليات عمل
ومعدات، وفي هذا اليوم العالمي للحماية المدنية من المفارقات عدم وجود نسبة كبيرة
من أعوان الحماية بسبب الضغط المسلط عليهم من سلطة الإشراف في أعلى هرم في الحماية
المدنية"!!
وتحدث الناطق الرسمي باسم الاتحاد عن
معاناة سلكه في مستوى التعامل القيادي وكذلك على مستوى التشريعات. وقال بمرارة: "بعض المواطنين ينعتنا
بالطاغوت، سامي يوسف كان يعمل بالحماية المدنية بسوسة في الأيام الأولى للثورة
أيام الجمر حين استشهد. الأعوان عملوا في وقت أخفى فيه عديد المسؤولين رؤوسهم..
عملية روّاد واكبناها منذ انطلاقها، ومع
ذلك لم يقع الالتفات إلينا. ليس لنا توجه
سياسي حتى على مستوى العمل النقابي، وخروجها كنقابة لوحدنا جعلنا معرضين للتهديد
من سلطة الإشراف وحتى من بعض زملائنا... القانون الأساسي يعود إلى ثلاثين سنة،
منحة رئيس الفريق سبعة دنانير منذ 1980 ويم تتغير، لا نحصل على منحة العدوى... ومع
ذلك لم نتوقف على العمل".
وفي ختام مداخلته طلب من أعضاء المجلس
القيام بزيارة لأي مقرّ للحماية المدني، بل طالبهم بزيارة أفضل مقر للحماية، حتى
يقفوا بأنفسهم على غياب التجهيزات والاطلاع على المقرات التي تقطر كلما نزل المطر.
وقد وعدت النائبة سعاد عبد الرحيم بإنجاز الزيارة المطلوبة.
ومن أغرب ما ذكره الناطق الرسمي للاتحاد
أن هناك من الأعوان من لم يحصل على زيّ، وبأن أعوان الحماية يبحثون عن أحذية العمل
(البرودكان) في دكاكين الملابس المستعملة (الفريب)!!
وقال: "نحن لا نطلب رفاهة لأنفسنا.
طلبنا تجهيزات، سيارات إسعاف شاحنات، نصل متأخرين لمواقع الحوادث رغم أننا نكون في
الطريق خلال دقيقتين من تلقينا المعلومة، والمواطن هو الذي يدفع ثمن ذلك".
نقابة القضاة التونسيين التي كانت حاضرة
ممثلة بالقاضي محمد علي الفالح، عبّرت عن مساندتها للحماية المدنية ودعت هياكل
المهنة للمساهمة في صياغة التشريعات الخاصة بهم.
واختتمت التظاهرة بتكريم عائلات الشهداء:
حاتم موفّق ولطفي الزار ومحمد أمين قرامي عبد الحميد الغزواني ومحمد
البوغانمي. وجرحى الأمن الوطني: محمد الخامس حاكي وسامي السعفي وحبيب
الميساوي وحبيب القابسي وخالد القصدلي وهبة العبيدي. إضافة إلى عدد من
الأعوان الذين شاركوا في عملية رواد هم الوكيل أول عصام القاسمي والعريف
حمدي العوني ومحمد الدريدي.
زياد الهاني
المصدر: جريدة
"الصحافة اليوم"، العدد الصادر يوم السبت 1 مارس 2014
عبدالمجيد خلفي وسعاد
عبدالرحيم يكرّمان أرملة الشهيد حاتم موفّق